أعلن محافظ عدن، كبرى مدن الجنوب اليمني، تسجيل إقبال شديد لدى شبان المحافظة للانضمام إلى قوات الأمن بعد تحريرها من المتمردين، كما أكد أن السلطات المحلية تسعى لتطبيع الأوضاع في المحافظة واستعادة كل الأنشطة والخدمات الأساسية. وذكر المحافظ نايف البكري خلال اجتماع حضره عدد من المسؤولين في الحكومة مساء أول من أمس، أن من أولويات السلطة المحلية سرعة إعادة تشغيل مطار عدن والموانئ وإصلاح الكهرباء والماء والاتصالات. وكشف المحافظ عن تشكيل فريق عمل من المسؤولين، وعن عودة الخدمات الأساسية في خلال الأيام القليلة المقبلة إلى كل المديريات في عدن، وعودة النازحين إلى بيوتهم. وتعهد «ببذل كل ما يمكن عمله ليعود لعدن رونقها وجمالها وإعادة ما دمرته قوات» الحوثيين وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، منوها بأن «إعادة إعمار عدن لن يكون إلا بتعاون الجميع». وقال المحافظ إن اهتمام السلطة المحلية منصب أيضًا على المقاومة والشبان في عدن، لافتا إلى إقبال شديد من قبل الشبان لتسجيل أسمائهم في الشرطة والجيش. بدورهم، عرض المسؤولون عن إدارات المياه والاتصالات والأشغال العامة والطرق والنظافة والتحسين، مدى الأضرار التي خلفتها الحرب، وأكدوا على ضرورة عودة الخدمات لسكان المدينة. وقال مدير مؤسسة المياه بعدن نجيب محمد أحمد، إنه يتوقع البدء بضخ المياه في أقرب وقت لكل مديريات المحافظة، خاصة في ظل تحسن الوضع الأمني. أما مسؤول إدارة الاتصالات عبد الباسط الفقيه، فشدد على استعادة خدمة الإنترنت «في القريب العاجل» بعد إصلاح كابلات في مدينة دار سعد بشمال عدن سبق أن تعرضت لقصف مدفعي من قبل ميليشيات الحوثي وصالح، لافتا إلى أن المهندسين الفنيين «يسعون لإصلاح هذه الأضرار لتعود الخدمة لسابق عهدها». وقال مسؤولو الحكومة خلال الاجتماع، إنهم مكلفون باستئناف أعمالهم وكذا إعادة النازحين الذين يقدر عددهم بنحو مليون شخص، إلى منازلهم. في غضون ذلك، بدأ «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة توزيع مساعدات غذائية على نحو 340 ألف شخص في ثمان من أكثر المناطق تضرّرًا جنوب محافظة عدن في اليمن. وأصدر المدير الإقليمي للبرنامج لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا ووسط آسيا، مهنّد هادي، بيانًا جاء فيه: «نحن نتحدّى الصعاب لنصل إلى عشرات الآلاف من الناس الذين يعانون الجوع إذا لم يتلقّوا مساعدات غذائية». وأضاف: «نعمل للتغلّب على انعدام الأمن ونقاط التفتيش والكثير من العقبات الأخرى في اليمن للوصول إلى الأسر اليائسة غير القادرة على إطعام أطفالها».