الطائف- واس الحرفيون خصص لهم 160 محلاً لعرض منتجاتهم المتنوعة وتسويقها على الزوار. تستقبل جادة سوق عكاظ في نسخته التاسعة (1436هـ 2015م) التي تنطلق في الـ 27 من الشهر الجاري زوارها بـ 16معرضاً متنوعاً ومتخصصا تشرف عليها جهات حكومية عدة، فضلًا عن الأجنحة المخصصة لما يزيد عن 200 مشارك من الحرفيين والحرفيات والأسر المنتجة. وبين المدير التنفيذي لسوق عكاظ الدكتور راشد الغامدي، أن هذه الأنشطة والبرامج تتسق مع رؤية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة والمتمثلة في أن يكون سوق عكاظ لبنة أساسية في تنفيذ الخطة العشرية وإستراتيجية تطوير منطقة مكة المكرمة، والمرتكزة على بناء الإنسان وتنمية المكان، وصولاً إلى تحقيق الهدف المنشود ببلوغ المنطقة وإنسانها مكانتهما المستحقة، في جميع مجالات التنمية البشرية والعمرانية والاقتصادية. وأكد أن سوق عكاظ لا يسعى فقط إلى أن يكون واحداً من أبرز المناسبات الثقافية والأدبية والتراثية في المملكة، بل يتطلع إلى الأفقين العربي والعالمي، إضافة إلى التعبير الجلي عن التطور الذي تشهده المملكة في هذه المرحلة في الجوانب الاقتصادية والتجارية والصناعية والثقافية. وأفاد الغامدي، أن جادة عكاظ، وهي العنصر الرئيسي في برامج سوق عكاظ، ستشهد في هذا العام تنظيم مجموعة من المعارض المتخصصة، للتعريف بإسهامات الوزارات والهيئات والقطاعات الحكومية المشاركة في مجالات الثقافة والعلوم والمعرفة، والتواصل مع الجمهور الراغب في التعرف على طبيعة أعمال تلك الجهات وإنجازاتها. وأشار إلى أن الوزارات والهيئات والقطاعات الحكومية المشاركة هي: الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الأعمال الفائزة بجوائز سوق عكاظ في الخط العربي والتصوير الضوئي ولوحة وقصيدة، ووزارة الثقافة والإعلام، وعكاظ المستقبل، ودارة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك عبد العزيز، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وأمانة محافظة الطائف، ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وجمعية الثقافة والفنون، وسوق عكاظ، وهيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وأمانة محافظة جدة، والهيئة السعودية للحياة الفطرية، ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع. وقال المدير التنفيذي لسوق عكاظ: «إن عدد الحرفيين والحرفيات والأسر المنتجة والمزارعين المشاركين في أنشطة جادة سوق عكاظ هذا العام يتجاوز 200 حرفي وحرفية من داخل المملكة وخارجها، خصص للمشاركين 160 محلاً لعرض منتجاتهم المتنوعة وتسويقها على الزوار». وأفاد أن الحرفيين المشاركين يتنافسون على نيل جائزة سوق عكاظ للإبداع الحرفي المعنية بتكريم المبدعين في مجال الابتكار في الحرف والصناعات اليدوية والشعبية في المملكة، سعيًا إلى لفت انتباه الحرفييّن للمحافظة على هذا الموروث الوطني، واستمرار العطاء والإبداع للصناعة اليدوية. وأكد المشرف العام على البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية «بارع» الدكتور جاسر الحربش، أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تبذل جهوداً كبيرة لدعم الحرفيين مع تأهيل الأسر العاملة في الحرف والمنتجات الشعبية، ومن ثم إشراكهم في المهرجانات الوطنية والسياحية، للاستفادة منها في زيادة دخلهم المادي، للمحافظة على تلك الحرف من الاندثار في ظل التنمية الحضارية المتسارعة التي تشهدها المملكة. ولفت إلى أن جائزة سوق عكاظ للابتكار والإبداع الحرفي ارتفعت قيمتها من 320 ألف ريال إلى 500 ألف ريال بتوجيه من سمو رئيس الهيئة رئيس اللجنة الإشرافية لبرنامج بارع، ما يعكس أهمية الحرف اليدوية والإقبال الكبير الذي شهده هذا الجانب خلال السنوات الست الماضية، ولما يمثله قطاع الحرف اليدوية من أهمية اقتصادية كونه يفتح أفقا أرحب في مجالات التوظيف وينمي الدخل المادي لشريحة عريضة من المعنيين بالجانب الحرفي والعاملين فيه. وقال: «تبذل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ممثلة ببرنامج «بارع» جهوداً كبيرة لدعم الحرفيين مع تأهيل الأسر العاملة في الحرف والمنتجات الشعبية، ومن ثم إشراكهم في المهرجانات الوطنية والسياحية، للاستفادة منها في زيادة دخلهم المادي، للمحافظة على تلك الحرف من الاندثار في ظل التنمية الحضارية المتسارعة التي تشهدها المملكة. وأضاف: «أسهمت جهود الهيئة في هذا المجال في توفير مصادر دخل للأسر في مختلف مناطق المملكة، بعدما أنهت تدريب مئات المواطنين على مزاولة مجموعة من الحرف اليدوية، وتعاونت مع الأمانات والبلديات لإقامة أسواق حرفية لهم، فضلاً عن إشراكهم في المهرجانات والفعاليات السياحية، لتصبح مصدر رزق لعديد من المواطنين بمختلف فئاتهم ومؤهلاتهم». وبين أن الهيئة تولي اهتماماً بإحياء الحرف اليدوية والصناعات التقليدية والمحافظة عليها من الاندثار، بوصفها نمطاً اقتصادياً عالي القيمة، إلى جانب كونها أحد المقاصد السياحية اللافتة في مختلف الثقافات، وإدراكها أن الحرف والصناعات التقليدية تشكل ثراءً كبيراً في المملكة تبعاً للتنوع الجغرافي والثقافي فيها، إذ تم رصد أكثر من 9 آلاف حرفي يعملون في نحو 44 مجموعة من الصناعات الحرفية، وهو الأمر الذي دفع بالهيئة إلى إطلاق المشروع الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية المعروف بـ «بارع»، الذي يتولى مهمة إنعاش الحرف والصناعات والنهوض بالقطاع الذي تمثله. وأشار الدكتور الحربش، إلى أن المشروع حقق عدداً من الإنجازات تبعاً لقيمته، ومن بينها إقرار الإستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات، كما يتم تهيئة مقرات دائمة لمزاولتها، وتهيئة مراكز للأسر المنتجة فيها، إلى جانب تنظيم دورات تطويرية في هذا القطاع مع تطوير مسارات الاستثمار والابتكار في الحرف والصناعات اليدوية.