أطلقت أرامكو السعودية أول مشروع في المملكة العربية السعودية لفصل الكربون وتخزينه وكذلك مشروع الاستخلاص المحسَّن للنفط باستخدام ثاني أكسيد الكربون، وذلك في مرافقها لسوائل الغاز الطبيعي في العثمانية والحوية. ويُعد مشروع الاستخلاص المحسَّن للنفط باستخدام ثاني أكسيد الكربون أكبر مشروع لفصل الكربون وتخزينه على مستوى الشرق الأوسط. ويُبرهن هذا المشروع التجريبي، الذي يضم معمل تخزين ثاني أكسيد الكربون في الحوية ومشروع الاستخلاص المحسَّن للنفط في حقل العثمانية، على التزام الشركة أن تكون مثالًا يُحتذى في الإشراف البيئي والمواطنة. وسيعمل مشروع استخلاص ثاني أكسيد الكربون في الموقع على حقن ثاني أكسيد الكربون المضغوط في مكامن الزيت المغمورة بالماء كآلية لتخزين ثاني أكسيد الكربون، وسيؤدي حقنه تحت ضغطٍ عالٍ إلى تحسينٍ فوري في استخلاص النفط، الأمر الذي يجعل من احتجاز الكربون وتخزينه حلًا تقنيًا مفيدًا من جميع النواحي. دورنا في مجابهة التحديات البيئية العالمية وعلى الرغم من أن مؤشرات انبعاث ثاني أكسيد الكربون قد انخفضت انخفاضًا كبيرًا منذ أن أنشأت الشركة شبكة الغاز الرئيسة في سبعينيات القرن الماضي، إلا أن إدارة الكربون تُعد جزءًا مهمًا من عمل أرامكو السعودية في الوقت الحالي. وتشتمل خارطة طريق تقنية إدارة الكربون، التي يشرف عليها مركز البحوث المتقدمة في مركز التنقيب وهندسة البترول (الإكسبك)، على عديد من المحاور المهمة مع التركيز على هدفٍ أساس يتمثل في ابتكار التقنيات اللازمة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وأضاف رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين المكلَّف، الأستاذ أمين حسن الناصر إن «هذه المبادرة النوعية الرائدة تُظهر أننا، كرواد في الصناعة، نمثل جزءًا من الحل المطلوب للمبادرة في مجابهة التحديات البيئية العالمية. وتعكف أرامكو السعودية، في إطار خارطة الطريق العامة لتقنية إدارة الكربون، على إجراء بحوث مكثفة ليتسنى لها الحد من أثر الكربون الناتج عن أعمالها بينما تواصل تزويد العالم بالطاقة التي يحتاجها». هذا ويشتمل المشروع على أربع آبار حقن، وأربع آبار إنتاج، وبئرين أخريين للرصد والمراقبة. ويُقدّر أن نحو %40 من ثاني أكسيد الكربون المحقون سيُخزَّن بشكل دائم في المكمن. ويهدف المشروع أيضًا إلى تحسين استخلاص النفط بما يفوق الطريقة الأكثر شيوعًا والمعتمدة على حقن الماء. وتسعى الأهداف الرئيسة للمشروع التجريبي إلى تحديد كمية ثاني أكسيد الكربون التي تظل محتجزة أو مخزنة في المكمن، وكذلك تقدير الزيادة في استخلاص النفط – خلافًا لحقن الماء – وبحث المخاطر والجوانب المحتلمة بما فيها إمكانية ترحيل ثاني أكسيد الكربون في المكمن، وتقييم المحاذير التشغيلية. وسيستخدم المشروع 40 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من ثاني أكسيد الكربون، التي ستُستَخلص وتُعالَج في معمل استخلاص سوائل الغاز الطبيعي في الحوية، وتنقل عبر 85 كيلومترًا من خطوط الأنابيب إلى حقل العثمانية لحقنها هناك. الجدير بالذكر أن فريق العمل أعدَّ برنامجًا مفصلًا لرصد ومراقبة المشروع التجريبي من أجل الحصول على البيانات وكذلك تقييم أدائه. وتشتمل الأهداف الرئيسة لبرنامج الرصد والمراقبة على انتقال ثاني أكسيد الكربون في المكمن، وتقييم الجوانب الأساسية والأخرى المحتملة للمخاطر، وأيضًا فهم آليات الاستخلاص، ومعرفة المسائل التشغيلية، وبناء الثقة في أول مشروع لتخزين ثاني أكسيد الكربون ليس في المملكة فحسب وإنما في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ككل. وسيجري الرصد والمراقبة من خلال مجموعة من الوسائل بما فيها الرصد السيزمي، والمسوحات الكهرومغناطيسية، وجاذبية السطح، وفوهة البئر، واختبارات الكشف داخل البئر. وفيما يتعلق بموقع الحقن، فقد شكّل حقل العثمانية في منطقة الأعمال الجنوبية عنصرًا أساسًا للمشروع، إذ نسّقت إدارة الخدمات الفنية التابعة لأعمال الزيت في المنطقة أعمال إنشاء المرافق على طرفي المشروع للتأكد من حقن ثاني أكسيد الكربون بأمان. وسيراقب المهندسون في معمل فرز الغاز من الزيت رقم (7) في العثمانية المشروع لضمان بقاء ثاني أكسيد الكربون محتجَزًا تحت الأرض. وسيعمل المهندسون على دراسة المشروع التجريبي خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة. وستُطبَّق الدروس المستفادة من هذا المشروع في مرافق وحقول النفط الأخرى في شتى أنحاء المملكة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: أرامكو السعودية تطلق أول مشروع لمعالجة الكربون واستخدامه في استخلاص النفط