الدمام الشرق يعد كتاب «نحو تحقيق الأماني» سجلا لحياة استثنائية، عاشها نمير قيردار بين الطفولة في العراق ما قبل الثورة، وتعرفه على ملوك وأمراء، وهجرته إلى أمريكا تجنبا لنظام حزب البعث، وحتى الصعوبات والانتصارات التي تخللت إنشاء مؤسسة «إنفستكورب». الإصدار الجديد للمؤسسة العربية للدراسات والنشر، الذي يقع في 412 صفحة من القطع الكبير يحتوي على صور للمؤلف مع كبار الشخصيات العالمية في الشرق والغرب، يندرج في باب كتب السيرة، ويستعرض فيه مؤلفه قيردار (المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة إنفستكورب الاستثمارية العالمية) حياته وتصميمه على تحقيق أهدافه. ويقدم قيردار الجواب على سؤال «ما الذي يخلق مؤسسة مالية عالمية منذ البداية؟»، على شكل ثلاث صفات شكلت أساس حياته: المبدأ، العزم، والتصميم. ويستعرض الكتاب مراحل صعود قيردار وإحباطه في رحلته، التي يجري تسجيلها مع إبداء التقدير للذين ساروا معه: الأسرة والأصدقاء والزملاء، ويقدم صورة للعلاقات التي شكلت حياته. ويصور الكتاب شخصية قيردار على أنه أحد رجال الأعمال، وأنه ابن وزوج وأب وجد، ورجل لم يفقد نزاهته مهما كانت التحديات التي كان عليه أن يتغلب عليها. يقول المؤلف، وهو صاحب كتاب «إنقاذ العراق»: «ما إن أتطلع إلى حياتي الماضية حتى أرى أنني كنت دائما أقف على مسافة قصيرة جدا من الوقوع في كارثة شخصية، كنت أفكر كيف أن عالمي قد اهتز بقوة عندما وقع الانقلاب في العراق سنة 1958م، وكيف تم زجي في سجن تابع لحزب البعث؛ وكيف عبرت المحيط الأطلسي مرتين وأنا لا أملك سوى بضعة دولارات من أجل البدء بالحياة من جديد، وأستذكر دائما نضالي من أجل الحصول على دعم لإنشاء مشروع استثماري جديد في الخليج؛ وكيف واجهت جميع التحديات والعوائق في إدارة «إنفستكورب» مع بداية عملي فيها». ويضيف: «وإذ أنظر إلى الأيام والسنوات الماضية، فإنني أستغرب كيف كانت الأمور تتحول إلى الأحسن دائما. إنني بالطبع لم أكسب كل المعارك التي خضتها، وكأي شخص آخر كانت لي حصتي من الصعوبات وخيبة الأمل. لكنني لم أفقد التركيز في تفكيري قط، ولا أملي في النجاح وتصميمي عليه، وحتى حين لم أكن أرى بصيص أمل خلال مواجهتي للعقبات، فقد كان من الممكن دائما -بالحظ والمبادرة والإصرار- أن أجد طريقا من حولها فأستمر في السير إلى الأمام».