عاشت العاصمة السعودية مساء السبت - الأحد ليلة ماطرة وعاصفة، بعدما دهمتها سحب كثيفة، صبغت سماءها باللون الأحمر، وأعقبها هطول غزير للأمطار أدى إلى «شبه شلل» في حركة السير في المدينة. ما دفع بوزارة التربية والتعليم إلى إعلان تعليق الدراسة في مدارس الرياض والمحافظات المجاورة، وكذلك فعلت جامعات الأمام محمد بن سعود والملك سعود واليمامة. وتوقف بث القناة السعودية دقائق أثناء العاصفة الرعدية بسبب تعرض مولدات كهربائية في أستوديواتها إلى خلل، وفق ما أكد رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع. وأدت الأمطار الغزيرة إلى غرق سيارات وبعض الطرق في أحياء الشفا وحاير وديراب والسويدي والطريق الدائري الشمالي كما انقطع التيار الكهربائي عن بعض مناطق شمال الرياض. واستقبلت مراكز عمليات الدفاع المدني في الرياض مساء السبت وصباح أمس نحو خمسة آلاف بلاغ في مدينة الرياض، و47 بلاغاً في عدد من المحافظات المحيطة. ووفق موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة فإن الفرصة لهطول أمطار رعدية «مستمرة» على مناطق شرق المملكة وأجزاء من وسطها، بما يشتمل العاصمة، وعلى أجزاء في الشمال. وأوضح مدير إدارة الإعلام والناطق باسم الدفاع المدني العقيد عبدالله العرابي الحارثي أن العدد الأكبر من البلاغات تلقتها مراكز الدفاع المدني في الأحياء الجنوبية الغربية من الرياض. وذكر أن عدد المفقودين حتى صباح أمس ثلاثة أشخاص، فيما بلغ عدد المحتجزين الذين تم إنقاذهم 98 شخصاً في الرياض وما حولها. وأشار إلى أن غالبية الاحتجازات كانت داخل المركبات، إذ بلغ عدد السيارات التي تم إخراجها 148 سيارة، منها 101 سيارة في مدينة الرياض و47 سيارة في بقية المحافظات. وأضاف أن فرق الدفاع المدني باشرت حصر منازل متضررة، وأخلت 11 شخصاً تم إيواؤهم في وحدات سكنية مفروشة، مؤكداً أنه تم تشكيل لجنة حصر الأضرار لمباشرة مهماتها ابتداء من أمس في العاصمة ومحافظة الدرعية. وعلى الصعيد ذاته، عقد أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز اجتماعاً للمسؤولين في منطقة الرياض، لعرض الأعمال الميدانية للجهات المعنية في تصريف مياه الأمطار والسيول التي تشهدها المنطقة خلال هذه الأيام. كما قدمت كل جهة عرضاً للإجراءات العاجلة التي تم اتخاذها لمعالجة المناطق الحرجة وسبل تنفيذها. وفي نهاية الاجتماع، شدد أمير منطقة الرياض على اتخاذ كل التدابير العاجلة واللازمة التي تضمن السيطرة على أماكن تجمع مياه الأمطار وتصريفها حفاظاً على سلامة المواطنين وممتلكاتهم. وتتكون السحب الركامية الرعدية عادة على المرتفعات الغربية والجنوبية الغربية وتمتد حتى منطقة مكة المكرمة، وتشمل مرتفعات الطائف والأجزاء الساحلية الجنوبية منها، مع فرصة مهيأة لتكوّن الضباب على أجزاء من شمال ووسط المملكة والمرتفعات. ورغم المؤشرات الطبيعية التي سبقت هطول الأمطار بأكثر من ساعة إلا أن شوارع العاصمة لم تأبه بالإنذارات الصوتية والضوئية، برقاً ورعداً. وما أن فتحت السماء أبوابها بالمطر الغزير حتى فاضت الشوارع وتعرضت الحركة المرورية إلى شبه شلل، وغمرت المياه الأنفاق وأغلقتها، وانطلقت عمليات إنقاذ المحتجزين العالقين في تجمعات للمياه، لتحيي الأمطار الغزيرة «عقدة المطر» لدى سكان الرياض. لذا، دعت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين والمقيمين في المملكة إلى أخذ الحيطة والحذر وتجنب الذهاب إلى الأودية ومصارف السيول في مناطق المملكة، تحسباً لهطول الأمطار من متوسطة إلى غزيرة أو تحرك للسيول المنقولة. وعادة ما تشهد المملكة ذات المناخ الصحراوي أمطاراً غزيرة في فصل الشتاء. وكانت كارثة السيول العام 2009 أدت إلى وفاة 120 شخصاً.