امتنع عدد كبير من السيدات والفتيات عن العمل في محلات بيع العباءات النسائية بعد القرار الوزاري بتأنيث محلات هذا القطاع، وذلك لإفتقارها كل مقومات بيئة العمل الصحيحة التي تدعو أن تعمل فيها السيدات والفتيات حيث أن أغلب محلات العباءات النسائية تقع في أسواق شعبية التي تفتقد للخصوصية النسائية، فلا دورات للمياه ولا أماكن لأداء الصلاة وللراحة كما هو المعمول به في المجمعات والمراكز التجارية الأخرى، عدا عن ذلك ساعات العمل الطويلة المقسمة إلى شفتين تبدأ من الساعة العاشرة صباحا للواحدة ظهرا ومن الساعة الرابعة والنصف وحتى الحادية عشرة ليلا، خاصة أن أغلب العاملات متزوجات ويجدن صعوبة في الدوام على فترتين. قبول ومعاناة وتقول منى محيي الدين «حصلت في وظيفة عن طريق حافز للعمل في أحد محلات بيع العباءات النسائية في أحد الأسواق الشعبية» : ذهبت للعمل هناك في البداية أخبروني أن الراتب 4000 ريال، ويخصم منه مبلغ التأمينات الاجتماعية ولكنهم أخبروني ايضا أن ساعات العمل على فترتين تبدأ من الساعة العاشرة حتى الواحدة ظهرا، ومن الرابعة والنصف عصرا حتى الحادية عشرة مساء. وتضيف: قبلت الوظيفة، ولكنني منذ استلمت العمل، وأنا أعاني من طول الدوام، خاصة أنني أرملة وأعول 3 أطفال وأيضا عدم وجود دورات مياه مخصصة للنساء والسوق بأكمله لا يوجد به أي إلا دورة مياه واحدة وسيئة جدا ونجد معاناة أنا وزميلتي في الوضوء، والصلاة، إلى أن وصل بنا الامر إلى ترك العمل بلا رجعة حيث أن المعضلة الكبرى هي في دوام الفترتين، وعدم وجود دورات مياه. محلات شعبية أما فاطمة عائش، التي عملت فترة في محلات بيع العباءات فتصفها بأنها تنعدم إلى ابسط امور الخصوصية فهي مكشوفة أمام الجميع حتى لايوجد مكان للجلوس فيه وقت الصلاة، بالاضافة إلى ذلك الاسلوب وطريقة البيع للزبائن، إذ ان الكثيرات من المترددات، يشعرن اننا نرفع الاسعار، على اعتبار اننا بائعات في محلات شعبية، والاسعار عرضة للتفاوض، على عكس المحال التجارية الموجودة في الاسواق المراكز الادارية، والتي تحدد السعر، ويكون التفاوض فيها محدود. وتضيف: من العوامل السلبية التي تواجهنا في مبيعات العباءات، هي فترة الدوام، إذ ان العمل على فترتين، صباحية، ومسائية، وهذا العامل من الامور التي أدت إلى عزوف الكثير من الفتيات للعمل في تلك الوظائف، إذ أن المواصلات تلتهم نصف الرتب الذي يبدأ عادة في هذا القطاع بـ3500 ريال. وتقول: امام تلك العقبات قررت أن اترك العمل في ذلك المكان، مشيرة إلى انه كان يجب تهيئة المواقع «المؤنثة» قبل ان تكون التجربة فاشلة من قبل ان تبدأ. ساعات العمل عائشة منصور إلتحقت للعمل منذ شهرين ومازالت على رأس الوظيفة، ولكنها تعاني من ضغط العمل كما ذكرت وتقول: لدي بيت ومسؤولية والدوام لفترتين، ولكنني أحتاج للعمل كوني أرملة واتحمل مسؤولية اطفالي، ولكن الدوام الطويل يجعلني أهمل أولادي حيث أن ساعات عملي تصل لـ10 ساعات تقريبا مقسمة على مرحلتين، مشيرة إلى ان المواصلات من العوائق التي تقف امامي في سبيل الاستمرار، فالراتب ليس كبيرا، حتى اتمكن من تلبية كافة احتياجات اطفالي. خطة التأنيث من جهته أكد مدير مجمع الشرق التجاري عبدالله المختار، أن خطة السوق، الذي يشمل أكثر من 80 محلا للعباءات مستمرة لتأنيث محلات بيع العباءات منذ أن صدر قرار تأنيثها ولكن المشكلة الكبرى بأن الفتيات والسيدات اللواتي يلتحقن بالعمل في المحلات لا نرى استمرارهن فيه لأكثر من أسبوع وأحيانا ليوم أو يومين، حيث أنهن لم يتأقلمن في بيئة عمل محلات العباءات !!. واضاف: ربما ساعات العمل الطويلة، وعدم وجود أماكن للصلاة من اهم الاسباب، حيث أن المحلات انشئت في وقت سابق لم يكن «التأنيث « معمولا به. وقال: اعتقد ان تلك العوامل من الامور التي تجعل الفتيات والسيدات ينصرفن عن تلك الوظائف كبائعات ومحاسبات وأصحاب المحلات يحاولون استقطابهن برواتب جيدة ولكن بلا فائدة !!. وذكر: بأن محلات بيع العباءات لديهم وقت محدد لتأنيثها وإن لم يتمكنوا من ذلك فإنهم سيغيرون نشاطهم التجاري، او يغلوقون محلاتهم، في ال فشلهم في التأنيث.