الخطوات الجارية حاليا من أجل إعادة هيكلة الابتعاث وربطه بمسيرة التنمية من خلال توقيع اتفاقيات مع الجهات الراغبة في توظيف العائدين من الدراسة بالخارج هامة وضرورية وإن تأخرت كثيرا، وللإنصاف فقد طالب الكثيرون بضرورة ربط الابتعاث بحجم الاحتياج الفعلي والتوظيف، إلا أن الأمور لم تؤخذ على محمل الجد، في ظل قناعة بأن القادم من الابتعاث سيفتح له بوابة الوظائف بدون حساب، وهو ما لم يحدث على أرض الواقع بشكل كبير، إذ عاد الآلاف من الحاصلين على الماجستير والدكتوراة ولم يجدوا الفرصة المناسبة التي تليق بهم، وبما يواكب تطلعات الدولة التي تنفق على الابتعاث حاليا أكثر من 22 مليار ريال سنويا. لكن في المقابل يرى البعض أن العزوف عن تعيين السعوديين في القطاع الخاص حتى لو حصلوا على الدكتوراة من المريخ يرجع إلى شيء ما في نفسية القطاع الخاص، وتفضيله العمالة الوافدة التي لا تؤرقه كثيرا بالحوافز والرواتب وساعات العمل الطويلة وغيرها، ومن هنا وحتى تكون الصورة متكاملة وجب علينا العمل من البداية على تغيير تلك الصورة النمطية إلى حد بعيد، لقد أنفقنا الكثير على تعليم أكثر من 200 ألف طالب في الخارج وحان الوقت لجني الثمار، لا أن نعزف عنهم.