تبذل أمانات المناطق جهوداً ملموسة لتنظيم الفعاليات والبرامج الخاصة بالإجازات والأعياد لإضفاء البهجة على نفوس الأسر، ورغم العمل المبذول في ذلك إلا أن كثيرا منها لايرتقي لمستوى تطلع الجيل الجديد من الصغار الذي أصبح يعي ويقارن بين ماهو موجود بالخارج عند سفرهم مع أسرهم وبين ما يشاهده يوميا عبر التقنيات الحديثة من وسائل ترفيه وألعاب واحتفالات، حيث تجاوز كثير من الأطفال "التقليدية" التي لاتزال بعض أمانات المدن تتعامل معها في تنظيم الفعاليات الصيفية وبدى يطمح ويتطلع لما هو أفضل وأكثر من تنويع وابتكار. ويرى العديد من المواطنين والمقيمين أنّ الفعاليات الأخيرة التي تنظمها أمانات المدن نسخة مكررة من بعض وتتكرر نفس هذه النسخة كل عام، دون ابتكار واستحداث كل جهة لطابع خاص عن غيرها، والسبب -كما يقول بعض زوار هذه الفعاليات- أنها لم تشرك الزوار في تطويرها، إذ يرون أنّ الأمانات تخرج عليهم دائماً في اختتام احتفالات كل عيد بالحديث عن نجاح فعالياتها، وأنها حققت المعادلة الصعبة بين التنوع والتجديد، فكيف يكون هذا النجاح إن لم تؤخذ آراء الجمهور في نجاح هذه الفعاليات ووتطبق في الأعوام القادمة وليس فقط أخذها ونسيانها. ويطالب العديد من المواطنين والمقيمين الجهات المختصة بتنظيم فعاليات الصيف والأعياد في نهاية كل احتفالية بتوزيع استبانات لاستقصاء آراء الحضور والأطراف المعنية، من خلال نماذج مدروسة تشارك فيها الجهات المختصة، وتتضمن الملاحظات والمقترحات؛ على أن يؤخذ ويسترشد بها، لأنّها هي المؤشر الدقيق والحقيقي على نجاح وتميز هذه الاحتفالات، ومن ثم تدرس تلك الاستبانات بشكل علمي ليتم على ضوئها تطوير تلك الفعاليات للأعوام القادمة، وتقديم أداء متميز يعكس الوجه الحقيقي لمدن المملكة ورغبات سكانها ويجذب المزيد من الزوار من مواطنين ومقيمين على كافة مستوياتهم، ولتجسد هذه الاحتفالات تاريخنا وثقافتنا. ويعد التكرار الممل للفعاليات واستنساخها أحد أبرز أسباب خروج الكثير من العائلات من المملكة لقضاء أوقات أفضل وحضور فعاليات أكثر تطورا وتنوعا، وهذا ما أشارت إليه أبرز الدراسات إلى أنّ القطاع السياحي في بعض الدول القريبة التي حققت معدلات قياسية في أعداد السياح، ويتوقع المتخصصون في القطاع السياحي وصول هذا العدد إلى نحو مايزيد على مليوني سائح (45) يوماً، خاصةً مع إطلاق الكثير من العروض والفعاليات المتجددة لاستقطاب السياح والزوار. للعوائل فقط من جهته انتقد علي الشهري اقتصار أغلب الفعاليات على العوائل فقط، وإغفال شريحة الشباب حيث كان الأولى أن يتم دمج الجميع في الاحتفال للخروج بمنتج جيد، مع محاسبة من يخرج عن النظام في هذه المواقع، لأن تفريق الفعاليات هذه للعوائل وتلك للشباب يضعفها ويبدد الجهود". ورأى أحمد الشحات أنّ زوار وسكان العاصمة يتطلعون إلى أن تتعدى برامج الاحتفالات "التقليدية" وتنافس العواصم الخليجية التي تسعى في كل عام لاجتذاب مواطنينا بالكثير من البرامج العالمية المختلفة والمتنوعة، موضحا أنّ برامج وفعاليات مدينة الرياض هي نفسها التي شاهدناها العام الفائت، مضيفاً أنّ هناك من لا يستطيع السفر لدول الجوار، فلماذا لا نرتقي بفعاليات غير تقليدية تتناسب مع تطلعات سكانها وزوارها. تنسيق وتعاون بدوره أشار م.سليمان البطحي -وكيل أمانة منطقة الرياض للخدمات- إلى وجود تنسيق وتعاون كامل بين اللجنة العليا لفعاليات العيد وجميع الإدارات المتخصصة في تهيئة الحدائق والمتنزهات العامة والساحات البلدية التي تستضيف الأنشطة الاحتفالية وتجهيزها بكل ما يلزم من خدمات النظافة وصحة البيئة، بالإضافة إلى تكليف عدد كبير من الفرق الميدانية لمتابعة فعاليات العيد في جميع المواقع، لافتاً إلى تضافر جهود الأمانة مع الدفاع المدني والمرور وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومؤسسات العمل التطوعي والاجتماعي ومؤسسات صناعة الترفيه لتوفير كل سبل الراحة والسلامة لزوار مواقع احتفالات العيد والتعامل مع أي مشكلات طارئة قد تحدث، بالإضافة إلى تجهيز مركز طوارئ الأمانة لاستقبال أي شكاوى خاصة بالفعاليات على مدار الساعة. وأشار إلى حرص الأمانة بإعداد وتنفيذ برنامج عيد الرياض، وإرساء مفهوم الترفيه الهادف والمنضبط بتقاليد وأخلاق المجتمع النابعة من تعاليم الإسلام الحنيف، وتحقيق أكبر قدر من التنوع في فعاليات العيد بما يلبي احتياجات الكبار والشباب والنساء والأطفال وأبناء الجاليات العربية والأجنبية من العاملين بمدينة الرياض ويمنحهم فرصة التعبير عن فرحتهم بعيد الفطر المبارك، مؤكداً تخصيص عدد كبير من الفعاليات التي تتناسب واهتمامات الشباب والتي تشمل أنشطة ومنافسات رياضية وعروض الإثارة والتحدي وسباقات السيارات والدراجات النارية والتي تقام في مواقع مجهزة بكل وسائل السلامة والأمان وتحت إشراف مختصين محترفين في هذه الأنشطة.