×
محافظة المنطقة الشرقية

نائب خادم الحرمين يرأس اجتماع مجلس الشؤون السياسية والأمنية

صورة الخبر

لحوم الحمير على موائد التونسيين إحدى العناوين الصادمة التي ضجت بها وسائل إعلام محلية، وهي تهم بدق ناقوس الخطر عاليا حيال ملف مروع امتد من كواليس المغالطة والخفاء وأسقط عنه القناع في رحاب المستشفيات.. إنه ملف الفساد الغذائي. يقول مثل تونسي إلي ناويلك ع قوتك ناويلك ع موتك..، يعني أن من يستهدفك في قوتك لا يضمر لك إلا الهلاك، وهذه حقيقة انتهى إليها التونسي بعد حالات مختلفة من التسممات الغذائية في مناطق متفرقة من ولايات الخضراء يقف وراءها غول الفساد الغذائي ومافيا الغذاء في الخضراء. فهناك لحوم حمير تضج بها الأسواق، وثمة خضار وغلال تسقى بمياه الصرف الصحي، وحلويات صنعت من بيض منتهي الصلاحية، ومعلبات فاسدة وغيرها من سجل الخروقات الغذائية، والمواطن التونسي في حيرة من أمر أمام هذه الحرب الشعواء على قوت يومه. لحوم الحمير ومؤخرا أثير ملف غير مسبوق في وسائل إعلام محلية جاء عقب الكشف عن تفشي ظاهرة ذبح الحمير وتقديمها طعاما للمواطنين بسبب أطماع المستفيدين وتجار الموت. وأشارت تقارير رسمية الى ذبح 17 ألف حمار سنويا، 80% منها في العاصمة، والبقية بمناطق بنزرت وسوسة وصفاقس، ليصل معدل استهلاك تلك اللحوم إلى 800 طن سنويا. أرقام مفزعة، زادها الواقع الميداني خطورة، فخلال الأيام الماضية قامت السلطات المحلية بحملة مكثفة أسفرت عن التحفظ على نحو 1700 كيلوغرام من تلك اللحوم، وجرى اكتشافها بالصدفة في سوق بالعاصمة، كما تم العثور على 3 أطنان في منوبة، وتحفظت السلطات على 3 آلاف قطعة لجلود حمير ذبحت، لتحرر 22 ألف مخالفة تخص بيع تلك اللحوم في الأسواق العامة. مافيا الطعام ملف الفساد الغذائي في تونس لا يحمل في خانته فقط معضله لحوم الحمير،  فقد كشفت احصائيات لوزارة التجارة التونسية عن تسجيل نحو 20 ألف مخالفة اقتصادية منذ بداية العام وحتى شهر مايو شملت حجز مئات آلاف الأطنان من المواد الغذائية الفاسدة منها 465 طنا الخضار والغلال و67 طنا من اللحوم الحمراء والبيضاء وأكثر من 160 ألف بيضة. وعجت وسائل الإعلام هذا العام بتقارير عن حالات تسمم واسعة في المناطق النائية حيث تنعدم الرقابة وتكثر أنشطة التهريب. وأبرزت نتائج مسح لوزارة الصحة عن تسجيل أكثر من 100 حالة تسمم خلال الربع الأول من عام 2015 أغلبها في الوسط المدرسي بسبب الافتقاد إلى الشروط الصحية لحفظ الأغذية أو استهلاك مواد فاسدة. ففي أبريل نقل 27 تلميذا من مدرسة جنوب تونس إلى المستشفى من بين 90 تلميذ أصيبوا بالتسمم. كما نقل في نفس اليوم 18 تلميذا من إحدى مدارس مدينة حاجب العيون التابعة للقيروان إلى المستشفى كانوا اصيبوا كذلك بحالات تسمم أيضا. وفي القيروان، احتجزت مصلحة حفظ الصحة 37 كيلوغراما من لحوم الدجاج غير الصالحة للاستهلاك لدى مورد يعمل مع المطاعم المدرسية. وتعكس الأرقام طبيعة المعضلة في هذا الملف الشائك في تونس اليوم، خاصة مع تخطى تبيعات هذه المعضلة مرحلة التسبب في تسممات غذائية إلى مرحلة تفشي أمراض خطرة كالكبد الوبائي في مناطق محددة.