حفّز الرئيس الأميركي باراك أوباما الكينيين على العمل لترسيخ الديمقراطية وإنهاء الفساد والمساواة وإنهاء أي تمييز على أساس الجنس أو العرق، وشدّد على أنّه لا يوجد حدود لما يمكن أن تحققوه. واحتشد آلاف من الكينيين أمام استاد في نيروبي منذ ساعات الصباح الباكر في انتظار سماع كلمة باراك أوباما إلى الأمة التي ينحدر منها والده. وبعد محادثات سياسية يوم السبت مع الرئيس أوهورو كينياتا بشأن الأمن والتجارة اتخذ خطاب أوباما أمس الأحد في صالة رياضية مزدحمة في نيروبي منحى شخصيا فتحدث عن تجربته الشخصية وتجربة كينيا في العقود الخمسة الأخيرة منذ الاستقلال. وقال بعد أن قدمته للحضور شقيقته أوما أوباما لجمهور من 4500 شخص اشترى كثير منهم تذاكر للحضور: أنا هنا كرئيس دولة تعتبر كينيا شريكاً مهماً.. وكصديق يتمنى لكينيا النجاح. ووصف أوباما وسط التصفيق والضحكات كيف استقبلته شقيقته في المطار في أول زيارة له إلى كينيا في الثمانينيات من القرن الماضي في سيارة فولكسفاغن قديمة كانت تتعطل دوما لكنه هذه المرة وصل على متن طائرة الرئاسة ويتجول في سيارة مصفحة تلقب بالوحش. تحقيق المساواة! وحضّ الرئيس الأميركي، أمام خمسة آلاف من الضيوف الذين وجهت لهم دعوات ومن بينهم ممثلون من المجتمع المدني والمدارس ونشطاء حقوقيون وشخصيات بارزة، الكينيين على المساعدة في إنهاء فساد مستشر وعلى الحاجة إلى تحقيق المساواة والوحدة الوطنية. وقال إنه جرى التهاون في الفساد في مختلف أنحاء المجتمع الكيني وينظر إليه على أنه حالة طبيعية. وأضاف، وسط تصفيق حار في إستاد سافاريكوم أرينا: إنّ الفساد يكلّف الكينيين 250 ألف وظيفة سنويا، نظرا لأن كل شلن (عملة كينيا) يتم دفعه كرشوة يمكن وضعه في وظيفة. وأردف القول: هنا في كينيا، حان الوقت لتغيير العادات.. نظراً لأنّ الفساد هو الملاذ الذي يهزمك. فهو يحد من تنمية البلاد. وقال: عندما يتعلق الأمر بشعب كينيا وخصوصا الشباب أعتقد أنه لا حدود لما يمكن أن تحققوه. لكنه أكد للكينيين أن بناء بلادهم واقتصادهم يتطلب جهدا شخصيا مع التحلي بالمسؤولية. ودعا أوباما القيادة في كينيا إلى احترام حقوق المثليين. وقال في هذا الصدد: تحدثت في كل أنحاء إفريقيا عن هذا الموضوع. عندما تبدأون بالامتناع عن معاملة الناس على قدم المساواة لأنهم مختلفون، تسيرون في طريق تتآكل فيها الحرية. وانتقد أوباما بالفعل الرئيس أوهورو كينياتا خلال محادثاتهما بسبب عدم القيام بما يكفي للقضاء على الفساد. غير أنه شدد في كلمة الأمس على أن كينيا تحقق تقدماً كبيراً في مجالات أخرى.