مكتب سبق سفراء كشفت ابنة المعلمة المتوفاة في جامعة تبوك أنهم طالبوا وزير التعليم عزام الدخيل، بتشكيل لجنة للتحقيق في تغيير رغباتها قبل 12 يومًا من وفاة والدتها وذلك عبر بريده الذي أسسه لتلقي الشكاوى، إلا أن اللجنة لم تشكل إلا بعد وفاتها وظهور قضيتها في الإعلام. وذكرت تفاصيل تقديمها على الجامعة والإجراءات التي اتخذها وذووها قبل مراجعتهم الأخيرة برفقة والدتها ظهر الأربعاء الماضي، لعمادة القبول والتسجيل والتي انتهت بوفاتها أمام المبنى بعد أن ضاقت بها كل السبل. وقالت ابنة المعلمة رحمها الله في اتصال مع سبق، إنه أثناء إدخال الرغبات في بداية التقديم كانت والدتي تشاهدني وأنا أدخل الرغبات وحرصت على ألا نخطئ في إدخالها، وتأكدنا جميعًا من ذلك بالشكل الصحيح، وهي أن الرغبة الأولى لي تخصص طب. وتابعت: بعد ظهور النتائج في رمضان واكتشافنا للخطأ راجعنا الجامعة مباشرة، ولكن لم نستطع مقابلة أحد من المسؤولين وخرج موظف بعد مرور خمس ساعات من الانتظار وأعطانا ورقة تحمل (رقم جوال) ومكتوب بها إرسال رسالة للعميد رسالة فقط، وما زلت أحتفظ بالورقة. وأضافت: أصرت والدتي أن تشرح للعميد هاتفيًا المشكلة وذكر لها أنه سيرسل استمارات تعديل وعند وصولنا للمنزل لم يرسل أي استمارة، ثم تواصلت معه برسائل نصية وواتساب وهي محفوظة لدينا تطلب توضيح المشكلة وتشكيل لجنة تحقيق لبحث سبب تغيير الرغبات، إلا أن جميع الردود التي وصلت لوالدتي هي مواعيد بحل المشكلة، وأن الوقت متاح في معالجتها، وأن علينا الانتظار؛ لأن مقاعد الطب كلها شغلت وأن الجامعة تنتظر أن ينسحب أحد أو أن آخر لا يسلم مستنداته أو نزيد مقعدًا لابنتك ولم يكن هناك تأكيد بحلها. وقالت: بعد أن أيقنت والدتي أن لا جدوى من وجود حل أرسلنا لوزير التعليم عبر الإيميل بعنوان ظلم جامعة تبوك قبل وفاة والدتي بـ 12 يومًا تقريبًا شرحنا له كل المشكلة بالتفصيل، وأرفقت معدلي واسمي وسجلي المدني وطلبنا منه الاطلاع على نسبتي الموزونة وبعد ذلك يقرر هل أستحق كلية الطب ورجوته أن يطلع على المقبولين في جامعة تبوك قسم الطب. وتابعت: قلت له في شكواي أقفلت أبواب الجامعة أمامي أنا وأخي فعند تعبئة البيانات الأساسية كانت رغبتي الأولى طب ـ ثانيًا: لا يوجد طباعة للبيانات الأساسية حتى تكون حجة لديّ، ثالثًا: يوجد هناك خياران هما رجوع وتأكيد فقط، وتأكدت من رغباتي جيدًا، وبعد انتهاء فترة التسجيل بأربعة أيام ظهرت النتيجة، وقد وضعتني جامعة تبوك في محافظة حقل وهي تبعد عن تبوك 250 كلم قسم حساب آلي. وأشارت في رسالتها للوزير: أريد معرفة أولاً كيف غيرت رغباتي وأنه بعد مراجعتي للجامعة يوم الخميس أفادوني بأن عليّ الانتظار حتى تنسحب إحدى المقبولات على الرغم من أني أكثر أولوية، ما الذي يحصل في كلية الطب بتبوك أريد بأسرع وقت لجنة تحقيق حفاظًا على مستقبلي فكيف تغيرت الرغبات بهذا الشكل.. وقلت له في الرسالة أنا مظلومة مظلومة مظلومة. وقالت ابنة المعلمة: عندما لم نجد تجاوبًا في رسالتنا للوزير على بريده، أرسلنا له عبر حسابه الشخصي في تويتر ذكرت له أنني تقدمت بطلب على موقع الوزارة برقم، ورجوته بالنظر فيها في أسرع وقت، حفاظًا على مستقبلي ولكن مع الأسف لم نجد تجاوبًا وما زلت أحتفظ بالرسائل. وواصلت: في بداية الدوام بعد إجازة العيد وهو يوم وفاة والدتي اتصلت بالعميد قبل ساعات من وفاتها ولكنه لم يجب على الاتصالات ما دفعنا لمراجعة الجامعة، بعد أيام من التجاهل، ولم نجد معلومة أكيدة لحل المشكلة وقد انهارت والدتي قهرًا وسقطت أمام مبنى عمادة القبول والتسجيل وتوفيت رحمها الله، وبعد وفاتها شكل الوزير لجنة للتحقيق في موضوع تغيير الرغبات. يُذكر أن المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم مبارك العصيمي، أوضح أمس قيام وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، بتشكيل لجنة وزارية للتحقيق في ملف قبول طالبة تبوك التي تناقلت وسائل الإعلام خبر وفاة والدتها المعلمة رحمة سالم الحويطي، من جراء تعرضها لصدمة أدت إلى وفاتها بعد مراجعتها مع أسرتها عمادة القبول والتسجيل بالجامعة لقبول ابنتها في كلية الطب. وأكد العصيمي أن اللجنة المشكلة ستقوم بالوقوف على بيانات الطالبة والنظر في عملية إدخال رغباتها، والتحقق من الأسباب التي أدت إلى عدم قبولها في كلية الطب على الرغم من حصولها على نسبة عالية واجتيازها اختبارات القدرات والتحصيلي بدرجات مرتفعة. وبيّن العصيمي أن وزير التعليم حرص على أن تكون اللجنة المشكلة من ذوي الاختصاص في المجال التقني لمتابعة مراحل تقديم الطالبة على الجامعة، وإعداد تقرير متكامل للكشف عن ملابسات إدخال رغبات الطالبة أثناء تقديمها للجامعة.