×
محافظة المنطقة الشرقية

«التربية»: انخفاض نسبة المباني المستأجرة لـ 14 %

صورة الخبر

خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- قائد تاريخي كبير وصاحب رؤية إستراتيجية تتجاوز حدود مصالح وطنه لتشمل هموم ومصالح أمته العربية والإسلامية وقضايا المجتمع الإنساني كافة، فالدفاع عن الإسلام عقيدة وأمة، والعمل المثابر من أجل توحيد الصف العربي وتحسين آليات العمل العربي المشترك وتطويرها كانت على الدوام على رأس أولويات خادم الحرمين الشريفين، وفي سعيه الدؤوب والمتواصل من أجل تعزيز وترسيخ علاقات تعاون وإخاء بعيداً عن المنغصات والخلافات والنزاعات التي طالما أقعدت الأمة عن تحقيق أهدافها الإستراتيجية، كانت أهداف خادم الحرمين الشريفين على الدوام أهدافاً سامية ونبيلة تجسد بالفعل آمال وطموحات العرب والمسلمين، وترسم لهم خريطة طريق عملية من شأنها أن تقود الأمة إلى الغايات المنشودة أمناً واستقراراً وتنمية وقدرة على مواكبة ركب الحضارة الإنسانية الذي يتقدم بإيقاع سريع. الملك عبدالله لم يفوّت أبداً فرصة لمناشدة إخوانه قادة الدول العربية والإسلامية لرص الصفوف والتسامي فوق الجراحات ونبذ الفرقة والاتفاق على أهداف وبرامج عمل تنهض بالأمة من كبوتها وتمكنها من مخاطبة العالم بفكر حضاري متطور والدفاع عن مصالحها الحيوية بعقلانية وفعالية مدعومة بمواقف عربية وإسلامية موحدة وفاعلة وقادرة على التأثير. ومن يراجع سجل مبادرات خادم الحرمين الشريفين وطروحاته في القمم العربية والإسلامية والخليجية وما بذله من جهود مضنية لتنقية الأجواء العربية والإسلامية من الخلافات ودعم آليات التعاون من خلال منظمات العمل العربي والإسلامي، يدرك مدى الجهد المخلص الذي بذله الملك عبدالله ليضع أمته العربية والإسلامية على مسارات تقدم وتعاون جديدة. المصالحة بين مصر وقطر التي رعاها خادم الحرمين الشريفين وعمل من أجلها بصبر وحنكة، هي آخر ثمار هذا المسعى المستمر من أجل توحيد الصف العربي. فهذا الشرخ في الجسد العربي الواحد هو آخر ما تحتاجه الأمة العربية في هذا الوقت الصعب الذي تواجه فيه الأمة مخاطر ومهددات وجود وتحديات توشك أن تعصف بأمن واستقرار المنطقة برمتها عنفاً وإرهاباً وتخريباً وفوضى سياسية وفتناً طائفية عارمة. الملك عبدالله - حفظه الله- أدرك مبكراً الأبعاد الإستراتيجية للمخاطر والمهددات الماثلة، واستطاع بحكمته وصبره وما يتمتع به من ثقة ومصداقية أن يطوي صفحة الخلافات بين الدوحة والقاهرة قاطعاً الطريق على كثيرين كانوا يريدون استثمار هذه الخلافات بل وتوسيعها لتصبح تصدعاً أكبر يتجاوز علاقات مصر وقطر ليلحق أضراراً فادحة ببنية العلاقات العربية والخليجية كلها. إن نجاح مبادرة خادم الحرمين الشريفين لطي صفحة الخلافات بين القاهرة والدوحة يربك دون شك حسابات من راهنوا على استثمار هذه الخلافات لمصالحهم وأجندتهم الخاصة، وسيعيد الحيوية والفعالية لجهود إعادة بناء نظام عربي قادر على مواجهة مهددات الإرهاب والفوضى التي تهدد المنطقة، ويأتي هذا الإنجاز المهم متوازياً مع الدور القيادي الذي تقوم به المملكة اليوم في التصدي لمنظمات الإرهاب والتطرف التي تحاول اختطاف عقيدة الإسلام السمحة وتشويهها بممارسات إجرامية بشعة تسيء إلى الإسلام والمسلمين وتصورهما في أبشع صورة. خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- يقاتل على كل هذه الجبهات دفاعاً عن دينه وعقيدته وذوداً عن حياض أمته العربية والإسلامية وتاريخها وإرثها الحضاري، نسأل الله العلي القدير أن يعينه ويمده بالقوة والصحة والتوفيق.