جلس الجد في باحة المنزل يتصفح بعض المجلات المحلية القديمة، وشرد في إحدى هذه المجلات... دخل الحفيد مرحبا بجده، وبدأ يسأل: الحفيد: أراك شارد الذهن وأنت تتصفح مجلة الكويت؟! الجد: نعم يا بني إنها من المجلات التي كانت تتم طباعتها في مطبعة وزارة الارشاد والأنباء اضافة الى مطبوعات أخرى من الجرائد الرسمية والكتب والكتيبات والنشرات الاعلامية التي كانت تطبع باستمرار وتعطي صورة واضحة عن النهضة في دولتنا الكويت وتقدمها. الحفيد: جميلة جدا هذه المعلومة، حدثني يا جدي عن هذه المطبعة؟ الجد: يا بني... في الستينات... كانت مطبعة وزارة الارشاد والانباء تسد فراغا كبيرا منذ انشائها في تلبية حاجات وزارات الدولة ومختلف مؤسساتها من المطبوعات، وقد بلغ معدل زيادة انتاج المطبعة حوالي 30 في المئة سنويا. وعملت الوزارة بكل طاقاتها وامكاناتها في مجال الطباعة والنشر على طباعة واصدار المجلات الثقافية والاجتماعية والاعلامية، فأصدرت مجلة ( العربي ) التي بلغ توزيعها آنذاك في المتوسط 120.000 نسخة شهريا بحيث كانت تغطي كافة أنحاء العالم العربي. اضافة الى (مجلة الكويت) التي بلغ متوسط توزيعها في الستينات 6000 نسخة نصف شهريا فقط داخل الكويت. الحفيد: هل كانت هناك اصدارات أخرى؟ الجد: نعم يا بني... فقد اهتمت الوزارة في الستينات بالمساهمة في احياء التراث العربي القديم، فقامت بإصدار ستة عشر كتابا من سلسلة (التراث العربي). الحفيد: حدثتني في السابق يا جدي بأن هناك 6 اقسام في وزارة الارشاد والانباء (التلفزيون، الاذاعة، المطبعة والنشر، السياحة، السينما، والمتاحف ودور الآثار) فحدثني عن السياحة يا جدي كيف كان في الزمن الجميل؟! الجد: في الستينيات.. كان النشاط السياحي محدود الأبعاد لعوامل عديدة، وبدأ بالانتعاش حين كان هناك توجه بتطوير جزيرة فيلكا وجعلها مركزا سياحيا بعد أن تحققت عدد من المشروعات. وسعى هذا القسم في توسيع مجالاته من خلال الاهتمام بالسياحة الداخلية بسبب تعذر تحقيق الأهداف البعيدة للسياحة الخارجية (أي اجتذاب السياح الأجانب). الحفيد: كيف ذلك يا جدي العزيز؟! الجد: في الستينيات... دلت نتائج دراسة ميزانية الاسرة التي قامت بها ادارة الاحصاء المركزية في مجلس التخطيط على أن عدد الذين غادروا الكويت خلال صيف عام 1966 بلغ حوالي 80 ألف شخص وبلغ مجموع ما أنفقوه وقتها حوالي 8 ملايين دينار اضافة الى 16 مليون دينار ينفقه سكان الكويت سنويا لقضاء فترات الأعياد والعطل الرسمية خارج الكويت. وتبين من الدراسة أن نسبة الذين يقضون هذه الأعياد والعطل خارج الدولة هي 2 في المئة من مجموع السكان، وأن معدل ما ينفقه الواحد يوميا مع نفقات السفر والاقامة هو 30 دينارا. كما تبين أن مجموع ما ينفقه سكان الكويت سنويا لقضاء فترة الصيف والعطل الاسبوعية خارج البلاد حوالي 24 مليون دينار وهو رقم مرتفع ويعتبر دليلا مهما لمدى امكان الاستثمار في القطاع السياحي حتى يعود مردوده على زيادة الدخل القومي وتنشيط الفاعليات الاقتصادية في القطاع الخاص. ومن هناك اصبح هناك اهتمام بتبني سياسة بعيدة المدى لجذب السكان نحو السياحة الداخلية واستقطاب الذين يقضون فترة الأعياد والعطل خارج الكويت الى قضائها داخل البلاد بعد أن تم تنفيذ عدد من المشروعات السياحية. الحفيد: نعم يا جدي.. كم اتشوق لتلك الايام والليالي التي كنا ننتقي الحدائق والشواطئ التي نلتقي ونستمتع فيها مع فعاليات شركة المشروعات السياحية، كم كان زمنكم جميلا يا جدي... ليتنا عشنا في ذلك الزمن الجميل. * كاتبة وباحثة كويتية