×
محافظة المنطقة الشرقية

الشركات الخاصة تدعم الدورة الـ 18 لـ «مفاجآت صيف دبي» 2015

صورة الخبر

أشعر أن كل جسد مغادر خارج حدود الوطن عبر المطارات والمنافذ في كل عام كأنه يدق مسمارا في نعش السياحة الوطنية، مهما كانت المبررات وصيغ التعبير والتنظير العصري لمعايير السياحة ومحدداتها، لقد أثقلنا علی أنفسنا وعلی وطننا بوصم مجتمعنا بالانغلاق تحت وطأة الشروط الاجتماعية ومحظوراتها الثقيلة علی حد زعمهم، لنخلق لنا مسوغات تسمح بالهروب المضاد، وطمس كل هذا الاحتشاد الوطني لصنع عوالمنا السياحية المعززة لدخلنا القومي، والمنسجمة مع روح وطبيعة تشوفاتنا المستقبلية وتطلعاتنا الحضارية، ولكن المربك للمشهد هو هذا الاستمراء والقمع وتصعيد الحس الساخر والمبالغة في الجهر برفض كل هذه الابتناءات السياحية، وإشاعة الخيبات والإيحاءات بأننا غير قادرين علی النهوض بهذا المنجز، وتفشيل كل المعالجات والطروحات والبرامج والاستراتيجيات بدعوی هامشيتها وعجزها عن التعاطي مع لغة العصر، وصناعة السياحة الاقتصادية وبنيتها المتعارف عليها، لا أعرف كيف تتحقق هذه اللافتات والتعاليات وأنت تعطي ظهرك للوطن وتذهب إلی تلك المرابع و (لكل امرئ ما نوی)، لا أعرف كيف نقنع رجل الأعمال الذي تعاظمت ثروته وتمددت وتطاولت لنبوح له ونتكاشف معه بأن يلتفت إلی الداخل من باب البر والتقوی ورد الجميل والحس الوطني؟ لا أعرف كيف ندعو المواطن للسياحة في وطنه وهناك من يستدرجه بالدعاية والإعلان وإغراءات التكاليف المخفضة خارج حدود الوطن وفي وسائل إعلامنا الموقرة؟ لا ننكر أن هناك كثيرا من المعوقات والمنعطفات والاعتلالات التي نصطدم بها في شارع سياحتنا الوطنية، ولكننا قادرون علی تذليلها وتلمس مواطن القصور فيها ومعالجتها والتعويل عليها، بشرط الاقتراب منها وليس رميها بالسخرية والعطب واليأس والفوقية المتورمة والتغني بما عند الآخرين، ونعتها بأنها سياحة "ذوي الدخل المحدود والطبقة الفقيرة والكادحين" من باب التهكم والاستخفاف، لقد أرقني وأحزنني ما قاله الكاتب "العكاظي" عيسی الحليان في زاويته (بعض الحقيقة) حين أكد "أن أحدا لم يعد يسمع عن الطائف أو أبها أو الباحة بعد أن كانت ملء السمع والبصر في مواسم الاصطياف التقليدي؛ ذلك لأن قواعد اللعبة السياحية قد تغيرت بالكامل وتبعثرت معها كل القوالب القديمة، وبالتالي فإن حلولنا السياحية كقطاع هي نفس حلولنا في أكثر من قطاع ولأكثر من وجه ثقافي واجتماعي، وبالتالي فهي لعبة الزمن وخارج إطار مسؤولية هيئة السياحة بالكامل)، هل أسهم "الحليان" في بث روح القنوط، وكسر كل مراكب العودة وأجهض كل محاولات الاشتغال والسعي لعودة الطيور المهاجرة إلی أعشاشها، أم أنها من باب العلاج بالكي؟ "ومن الكي قد يجيء الشفاء".