×
محافظة حائل

بترول ألاسكا.. هل سيكون البديل لبترول بحر الشمال؟

صورة الخبر

يبدو أن الصحفي توماس فريدمان غدا هو المحتكر للمقابلات التي تتصف بالأهمية للرئيس الأمريكي باراك اوباما والتي تأتي بعد قرارات تشكل بداية انعطافات في السياسة الأمريكية وتجاه منطقة الشرق الأوسط. كانت مقابلته الشهيرة التي سبقت اجتماع القمة بدول مجلس التعاون الخليجي واثر توقيع دول الخمسة زائد واحد على اتفاق التفاهم النووي مع إيران قبل عدة أشهر كان حديث الرئيس الأمريكي واضحاً وصريحاً وهو ما نقلته عن ذلك الاجتماع وسائل الإعلام. بعد توقيع الاتفاق منتصف هذا الشهر كان لتوماس فريدمان لقاء آخر مع الرئيس ارسل الرئيس اوباما كعادته رسائل تمهيدية لما سيقوله مبعوثوه إلى الدول الحليفة في الشرق الأوسط والمتخوفة من ذلك الاتفاق التاريخي. توماس فريدمان ليس فقط مجرد صحفي أو ناقل للأخبار هو ايضاً كاتب ومفكر من أبرز كتبه كتاب العالم مسطح world is flat وله جملة لم انسها قالها قبل عقد تقريباً من تفجر الربيع العربي؛ «بمجرد أن يتخلص المجتمع الشرق أوسطي من الدكتاتور الذي يحكمه فإنه سيجد نفسه في سقوط حر إلى رواق المسجد» والسقوط الحر ببساطة؛ هو سقوط الجسم باتجاه سطح الأرض من دون التأثير عليه بغير القوة المكتسبة من الجاذبية الأرضية بتسارع يساوى تقريباً 9.81 م في الثانية لكل الأجسام مهما بلغ حجمها. باختصار هو يعني تلقائية بروز الإسلاميين على السطح وأخذهم زمام الأمور في المنطقة العربية والشرق الأوسط. الواقع الذي تجسد على أرض العالم العربي في بدايات ربيعه في ليبيا ومصر وتونس، وسوريا مثلاً يؤكد صدق المقولة. يتحدث فريدمان في بعض مقالاته عن دور الدين في الشرق الأوسط قائلاً «فالدين في الشرق الأوسط مركز قوة مناوئ لقوة الديكتاتور، الذي يحرث بتصرفاته الأرض دون أن يعلم لتنمو نباتات المنظمات الدعوية فيهيمن التيار الإسلامي على الشكل الوحيد المتاح من الأنشطة الاجتماعية التي تشكل بعد زوال الديكتاتور البنية التحتية للحزب الديني، علاوة على أن الدين شكّل في بعض الأحيان مصدر استقواء للديكتاتور لسحق المشاريع النهضوية التقدمية الحقيقية، فمن الطبيعي صعود تلك القوى في بيئة أكثر انفتاحا تلي سقوط الطغاة». إذا وحسب فريدمان فلا مناص من سقوط الثمرة الربيعية في حضن الإسلاميين. والحالة تلك فإن المرحلة التي يقود فيها الدين، ممثلا في الأحزاب الإسلامية، المرحلة السياسية في حياة الشعوب العربية أمر لا مفر منه «فلن تنتقل تلك المجتمعات من صدام إلى جيفرسون بدون المرور بالخميني» على حد زعم فريدمان. لكن الانتقال كما نشهده الآن لم يكن بالسلاسة التي افترضها الصحفي القدير، فالربيع العربي تحول إلى خريف حقيقي، دموي، يقتل فيه المئات يومياً، وبرزت تنظيمات إسلامية متطرفة لا تؤمن حتى بالأحزاب كناظم لأنشطتها السياسية والاجتماعية ولا اظن أن اكثر المتشائمين تشاؤماً قد كان يتوقع ما يحصل الآن في المنطقة.