دعا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، إلى مؤتمر يجمع علماء الأمة يخرج بما وصفه بـ «إقرار سلام فيما بيننا أولا نحن أهل العلم والمنتسبين إليه، بمختلف مذاهبنا ومشاربنا، نستثمر فيه ما هو ثابت بيننا من الأصول المشتركة نجتمع عليها، ونتآخى حولها، ونتلاقى في رحابها، ويترك المجال لأهل كل بلد في اتباع المذهب الذي ارتضوه ودرجوا عليه، تحقيقا للاستقرار الاجتماعي الذي ننشده جميعا، وألا يروج لهذا المذهب أو ذاك في البلاد التي تتجافى عنه بالمال واستغلال الفقراء والمعوزين، وتجنيدهم ليكونوا أنصارا لتلك الطائفة أو ذاك المذهب، وسرعان ما ينشأ النقيض ليبدأ الصراع الذي يفتت وحدة الأمة». وأضاف الطيب في كلمة نيابة عن المشاركين في المؤتمر: «أتمنى لو يترك الناس يتمذهبون بما نشأوا من مذاهب المسلمين التي وسعها الإسلام وضمن لأهلها السعادة في الدنيا والآخرة، وأتمنى لو أن مقررا دراسيا في مدراسنا وجامعاتنا يعنى عناية خاصة بتصحيح المفاهيم المغلوطة والملتبسة حول قضايا شغلت الأذهان والعقول، مثل: الجهاد، التكفير، خطر الفرقة والتنازع». وأوضح الطيب، أن «الوسيلة الوحيدة التي يستخدمها الاستعمار الجديد هي الوسيلة ذاتها التي استخدمها هذا الاستعمار في القرن الماضي، وهي مقولته القاتلة «فرق تسد»، والتي يلعب هذه المرة على بؤر التوتر والخلاف الطائفي والمذهبي، واستطاعت - للأسف الشديد أن تعبث بهذه الأمة ما شاء لها العبث وما شاء لها المكر والغدر والتسلط، وكان من آثار هذا العبث الماكر أن ضاعت العراق، واخترقت سوريا، وتمزق اليمن، ودمرت ليبيا، ولا يزال في جعبتهم الكثير مما لا يعلمه إلا الله تعالى؛ فلننس خلافاتنا التي لن نجني من ورائها إلا الضعف والذلة والهوان، وليكن مؤتمرنا هذا علامة فارقة وبداية موفقة نتصدى بها كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا لهذا الخطر الماحق الذي يحدق بنا جمعيا». وكان الدكتور الطيب قد قال في بداية كلمته: «إننا ما لم نحكم السيطرة التعليمية والتربوية في مدارسنا وجامعاتنا على فوضى اللجوء إلى الحكم بالكفر والفسق على المسلمين، فإنه لا أمل في أن تستعيد هذه الأمة قوتها ووحدتها وأخوتها وقدرتها على التحضر ومواكبة الأمم المتقدمة».