×
محافظة المنطقة الشرقية

الجيل يكرّم فريق الشباب

صورة الخبر

دبي: شاكر نوري تستضيف صالة «برو آرت غاليري»، المتميزة بتقديم الفنون المبتكرة من العالم العربي وخارجه، أعمال الفنان الإيراني حسين إيراندوست تحت عنوان «الرقصة الروحية» حتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. الفنان حسين إيراندوست، المولود في 1978، لأم إيرانية وأب نصف إيراني ونصف صيني إذ جاء جده، وهو مهندس صيني، إلى إيران في النصف الأول من القرن العشرين، وكان مسؤولا عن إنشاء مصنع للشاي في مدينة لاهيجان، وتزوج من سيدة إيرانية ليستقر في البلاد ويعتبرها بلده الأم. بدأ إيراندوست الرسم في سن مبكرة، وبدأ بالتصميم الغرافيكي منذ كان في سن 14 عاما، أي أثناء الدراسة الثانوية في طهران، ليبدأ لاحقا بالرسم تحت إشراف رحيم نافاسي، أحد أشهر الرسامين الواقعيين في إيران. درس حسين في جامعة «أزاد» وحصل على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة (الرسم)، ويمكن مشاهدة أعماله ضمن كثير من المجموعات العامة والخاصة، ومنها المتحف البريطاني في لندن. وككثير من الفنانين الشباب، جرب الرسام حسين إيراندوست كثيرا من الأساليب ووسائل الرسم، ليتطور من الرسم بالأسلوب الواقعي إلى ما يراه الآن أسلوبا فريدا خاصا به، يجمع فيه بين الثقافة الصينية التي ينتمي جده إليها وبين بساطة الفلسفة الصوفية للشعراء والفلاسفة الفارسيين. ويتجلى ذلك التقارب بين الحركات الآيديولوجية التي تتسم بكونها متنوعة ومتشابهة في الوقت ذاته، من خلال أحدث أعمال إيراندوست. نفذت بعض من أعمال إيراندوست باستخدام الحركة المستمرة للسكين أو فرشاة الرسم ومجموعة من الخطوات المتواصلة والطبقات المتعددة. كما يستفيد الرسام من السمات البصرية الأخرى كالأختام، والمستوحاة من عناصر التركيب الهامة. فلكثير من تلك الأختام معان مختلفة، فمنها ما يحمل اسم الرسام فقط بينما يشير البعض الآخر من خلال التشبيهات إلى المفاهيم الصوفية والفلسفية. وفي هذا الصدد قالت تاتيانا فور، مديرة صالة «برو آرت غاليري» لـ«الشرق الأوسط»: «يسرنا عرض أعمال الفنان إيراندوست، فاستخدامه المميز للألوان والتعبيرات الحيوية والحركة الانسيابية في دوران الدراويش تمنحنا لمحة عن تلك الثقافات القديمة التي تخلص إلى نتائج فلسفية متشابهة تقوم على الزهد والبساطة». الرقص أو طقوسه الروحية يجسدها الرسام في لوحاته، من خلال تدفق الألوان، وضبابيتها أحيانا لكي يشكل بذلك العالم الغامض الذي يريد التعبير عنه من خلال حركات يبتكرها الإنسان على مدى القرون، ولكن روح الرقص تبقى واحدة وهي لاستحضار متعة الروح والجسد في آن واحد. إنه يسعى من خلال هذه اللوحات التي تركز على موضوع واحد وهو استرخاء الجسد ويقظته من حالة الصمت إلى حالة الإصغاء، رقصات مثل أصوات الأمواج في داخل النفس البشرية. لذلك تدمج هذه اللوحات بين الرقص والتأمل والعمل، وإذابة الحاجز بين التأمل والحياة اليومية الحياة. فالرقص هنا كما يؤكد لنا الرسام بمثابة جسر بين الوعي والنفس واستنباط الذكريات وصور الماضي وعفوية التفكير. يسعى الرسام لأن يقدم لوحات واقعة، مكسوة بثوب تجريدي، الحركة الخارجية تكاد تكون واقعية، وما تعبر عنه من الداخل هي عوالم تجريدية، وقابلة للتأويل، وهي تدعو، بكل ما تمتلك من طاقة عفوية تعبيرية، إلى العودة إلى الشرق بما يمتلك من خزين روحي عميق لم يجد صداه كثيرا في لوحات الفنانين المعاصرين، لذلك فإن أعمال الرسام إيراندوست تشكل أفقا جديدا في كيمياء اللوحة.