يقف توني بلير المبعوث الدولي للجنة الرباعية الدولية الخاصة بالسلام بالشرق الأوسط متحدثا على مدى 35 دقيقة، يستعرض فيها التحديات في منطقة الشرق الأوسط، ويعرج على الشؤون العالمية والاقتصادية في المنطقة العربية على وجه التحديد، ويضع توقعاته لخوض غمار المنافسة في ظل متغيرات وتقلبات في الاقتصاد ومخاوف المستثمرين في كافة أنحاء العالم. بلير الذي انشغل بالسياسة كان في ذلك المساء ليلة تكريم المتميزين من أفراد ومؤسسات وشركات وقطاعات في الشرق الأوسط، مختلفا عن ذي قبل، كان يمازح الحضور ويحدق فيهم بالنظر، يغادر مقعده باتجاه محمد حسنين هيكل ويتبادل معه الأحاديث، ويحرص على تقديم التهنئة ويتجاذب أطراف الحديث. بارك للناقل الوطني السعودي فوزه بجائزة أفضل شركة طيران في الشرق الأوسط لعام 2013م، إذ حرص على تهنئة المهندس خالد الملحم مدير عام الخطوط السعودية، وتجاذب معه الحديث، ليعود إلى طاولته ويمازح أحد الحاضرين من منسوبي «الخطوط السعودية» ويشاركه احتفاله بالجائزة وبمرور 50 عاما على تشغيل أول رحلة لها في دبي. عبارات الثناء والإشادات التي حلقت في أجواء المناسبة، لا تعني أن الخطوط السعودية وصلت إلى مبتغاها من مثل هذه الجوائز، لكنها تظل محفزة لدخول منافسات حقيقية مع بدء تشغيل شركات طيران عالمية رحلاتها داخل المطارات الداخلية. يتحدث الملحم للإعلاميين عن المنافسة «إذا تعددت الصحف أشعلت المنافسة وقدمت مواد صحافية متميزة»، مشبها ذلك بمنافسة شركات الطيران، لكنه يستدرك «تحدياتنا أكبر وطموحنا لا حدود له». وعندما سئل الملحم: هل أنت راضٍ عن أداء الخطوط السعودية؟ اكتفى بالقول «أنا راضٍ على إنجاز الخطوط السعودية خلال الفترة الماضية، ولدينا تحديات كبيرة ولدينا إنجازات والتطوير مستمر، وليس ثابتا والنتيجة لا تنتهي في العمل، بل تتحرك للأمام، الثابت في العالم هو التغيير، لا نقول أننا الأفضل، بل التطوير الكبير والتحدي الأكبر وضعنا في مكانة مرموقة، وهذا بجهد السواعد الوطنية التي طورت العمل بشكل مهني». ويعترف في ثنايا الحديث بأن الخطوط السعودية مهما قدمت لن تنال الرضاء من العملاء في حالة عدم وجود حجز أو مقعد على الرحلات الداخلية، وشخص المعضلة في أمرين: الحاجة إلى 35 طائرة لتلبية الاحتياج والطلب المتزايد على المقاعد، والأمر الآخر تقليل الخدمات الدولية والتركيز على الرحلات الداخلية، ولا سيما مع دخول شركات منافسة في النقل الداخلي. كلنا يدرك أن تمويل شراء الطائرات وفترات التصنيع ليس بالأمر السهل، إذ يتطلب مراحل مترابطة بين اتفاقيات مع شركات مصنعة وتأهيل الطيارين والأطقم الملاحية والخدمات الأرضية، والأهم من هذا، التمويل للوصول إلى حل المعادلة الأكثر تعقيدا في عالم المشاريع والأحلام وتلبية الرغبات. هذا الوضوح والشفافية مطلوب دائما من كل مسؤول، بقي على رأس العمل أو غادر موقعه بعد أداء ما أنيط به من مسؤوليات وأمانة في خدمة الوطن والمواطن، والمهندس الملحم شخص مشاكل الحجز وتأخر الرحلات والتحول إلى شركات متخصصة ومن ثم شركة قابضة، تأهبا للمرحلة المقبلة والانتقال للعمل في المطارات الجديدة في مختلف المناطق وسيواكبها تنفيذ استراتيجية التدريب والتوظيف وتحديث الأنظمة والبرامج، لكن هذا العمل الكبير يتطلب من الآن معالجة سريعة لكل المشكلات التي تؤدي إلى تأخير الرحلات، وسرعة الإنجاز وتأمين البدائل؛ لضمان السعة المقعدية التي يحتاجها المسافر بدون انتظار أو عناء.