في كل يوم سبت بعد صلاة المغرب يستقبل محبيه وأصدقاءه من رجال التربية والتعليم وأطياف المجتمع كافة وزراء وضباط ومثقفين وأدباء في بيته العامر في مدينة الرياض وهي عبارة عن أمسية لا تتجاوز مدتها عن ساعة واحدة ولكنها غنية بكل الفنون فالتغريدات الحضورية حاضرة وهموم الوطن والأمة كذلك والمرح والنكت فاكهة هذه الأمسية وقبل هذا وذاك البساطة والحرية متاحة للجميع أن يعبر كل واحد عن رأيه ووجهة نظره فلهذا يستمتع الحضور بذلك ويحرص الكثير على أن تساعده الظروف في ملازمتها دائماً وهذا ما شاهدته باعتباري من روادها وكان حضوري يوم السبت الموافق 20-1-1435هـ قبل وفاته بساعة تقريباً مع مجموعة من الأخوة رواد هذه الأمسية وكعادتي سلمت عليه وسألني عن أخي الأكبر دخيل وهو من أصدقائه وزملائه وبعد ذلك أخذت مكاني من المجلس واستمعت إلى بعض الأحاديث التي يتم تداولها بين الحضور وكان من ضمن الأحاديث تحدثه رحمه الله أنه قبل صلاة المغرب هذا اليوم كان في زيارة لأبناء الدكتور أسامة عبدالرحمن لتقديم واجب العزاء لهم في وفاة والدهم وما دار من أحاديث مع أبنائه وقال لنا إن وفاته كانت نتيجة لإصابته بسكتة قلبية وترحم عليه سائلاً الله له المغفرة والرحمة وبعد ذلك تنوعت الأحاديث من الحضور ومن بينها تم التطرق إلى علماء شنقيط في موريتانيا ودورهم في خدمة اللغة العربية والدين الإسلامي والملتقى الأخير الذي عقد في موريتانيا وحضره سعادة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي وقد أثنى معاليه رحمه الله والحضور على الاهتمام الموريتاني بموروثنا الثقافي العربي الإسلامي إلى أن حان موعد الانصراف قبل صلاة العشاء بخمس دقائق تقريباً ودع الجميع على أمل اللقاء بهم الأسبوع القادم علماً بأنه قال الله يحييكم يوم الأحد من كل أسبوع إضافة إلى يوم السبت ودعناه ولم نكن نعلم أنه اليوم الأخير الذي نشاهده فيه حيث جاءني اتصال بعد صلاة الفجر من أخي ينقل إلي خبر وفاته ومن هول الصدمة لم أصدقه فقلت له تأكد من الخبر قد يكون غير صحيح لأني كنت عنده البارحة يوم السبت قبل صلاة العشاء فقال الجريدة أمامي سوف أقرأ عليك الخبر كما جاء بالفعل تم قراءته وتأكد لي أن الخبر صحيح ولم أتمالك نفسي وقد انتابتني حالة من البكاء والتأثر باعتباري من الحضور الذين ودعوه في ذلك اليوم لما يملكه من معزة ومحبة في قلبي والفرصة التي أتاحها لي في العمل معه في مكتب التربية العربي لدول الخليج عندماكان مديراً عاماً له حيث تشرفت بالعمل معه والإنجازات التي حققها للمكتب وكان من أهمها خدمة السنة النبوية المطهرة والمتمثلة في تكليفه للشيخ محمد ناصر الدين الألباني في تحقيق كتب الصحاح الأربع سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وضعيف الأحاديث فيها وهذا العمل ليس من برامج المكتب ولكن غيرته الإسلامية جعلته يتبنى ذلك ضمن أنشطة المكتب المتنوعة وهذا العمل غير مسبوق على مستوى العالم الإسلامي جعل ذلك في موازين حسناته أيضاً من الأعمال التي قدمها أثناء إدارته لمكتب التربية ندوة اتجاهات الفكر الإسلامي وندوة النظم الإسلامية وندوة التحديات الحضارية والغزو الثقافي وغيرها من الأعمال التي تحمل الصفة التأصيلية والعلمية فلهذا عندما أقول خادم السنة النبوية فإنه يستحق هذا اللقب من خلال المعطيات التي أوردتها وهي ضمن مقتنيات المكتبة الإسلامية أيضاً اهتم باللغة العربية لغير الناطقين بها من خلال منهج (أحب العربية) تم تأليفه لتعليم هذه الفئة والذي أصبح الآن يدرس في معظم دول العالم رحمك الله يا فقيدنا الغالي وألهم إخوانك الدكتور عبدالله والأستاذ عبدالعزيز وإخوانك من والدتك سليمان وعبدالعزيز وخالد وأحمد أبناء عبدالله الكهلان وأخواتك حصة الرشيد وشيخة الكهلان وزوجتك سلوى بنت عبدالله التويجري وأبناءك أحمد وأسامة وأياد ورشيد وفيصل وابنتاك أريج ومها والشيخ عبدالله التويجري وأبناءه وأسرة الرشيد والتويجري في جميع مناطق المملكة.