هذا التقارب المصري الروسي له دلالات مهمة جدا، ليس أن روسيا ستكون الحليف الاستراتيجي أو البديل للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، ولكن هذا الانفتاح على العلاقات مع موسكو من شأنه أن يعيد التوازن للمنطقة بشكل أكثر منطقية وفاعلية، شريطة أن تعمل روسيا على تحقيق التوازن في كل تحركاتها وتحالفاتها المستقبلية، فلا معنى أن تعقد صفقات ضخمة وتحالفات مؤثرة مع دول كبرى في المنطقة ثم تمضي معاكسة التيار الذي تسير هي فيه وتدعم نظام الأسد وتمده بالسلاح. وجود قطبين كبيرين ومؤثرين في السياسة الدولية مهم وفاعل وقادر على تحقيق شيء من التوازن المنطقي في الشرق الأوسط، كما كان في السابق، ولكن الأهم من هذا أن لا يتحول وجودهما إلى صراع يعيدنا إلى أيام الحرب الباردة وتسحق أحلام الشعوب تحت عجلة الهيمنة ومن يفرض نفوذه على من. الدور الروسي الذي تلعبه موسكو في المنطقة هو إعلان عودة بشكل أو بآخر، وعلى الولايات المتحدة أن تفكر مليا في تقارباتها الجديدة وعلاقاتها بحلفائها القدامى، وأن تسعى إلى تمتينها أكثر وعلى دول المنطقة أن تكون أكثر انفتاحا على الجميع بما يحقق مصلحتها قبل غيرها. الوقت الحالي هو وقت حماية مقدرات هذه الدول وتحقيق الأمان لشعوبها وتقوية مواقفها السياسية بين دول العالم لتتمكن من تحقيق طموحات هذه الشعوب وفرض وجودها في المجتمع الدولي وحماية حدودها من أي احتمالات للاعتداء عليها من دول أخرى لها أطماع سياسية أو توسعية فيها.