جسدت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- للعالم من جوار البيت العتيق، بمناسبة عيد الفطر المبارك، حرصه يحفظه الله على تحقيق أسمى المعاني السامية للتضامن والتلاحم وتوحيد الصف والكلمة والصمود في وجه الأعداء والمتربصين بهذه الأمة. وعندما يؤكد الملك سلمان أن أمتنا العربية والإسلامية في أمس الحاجة إلى التمسك بمبادئها على نحو ما كانت عليه في عصور القوة والمنعة، لتقف في وجه التنظيمات الشريرة، منبع التطرف والإرهاب، ولن يتأتى ذلك إلا بعد التوكل على الله ثم تضافر الجهود، وتوحيد الكلمة، وتغليب جانب العقل والحكمة، لنجنب أوطاننا وشعوبنا هذه الفتن، فديننا دين محبة وسلام، يدعو إلى تقبل الآخر واحترامه والتعايش معه، فهو يستشعر يحفظه الله، في كلمته الضافية المخاطر المحدقة التي تتربص بالشعوب والأوطان، وعلينا جميعا مسؤوليات جسام للتصدي لها ومطالبون في التحذير من ذلك الوباء الذي يستهدف النشء والمجتمعات. وأمام هذا الواقع المتغير الذي أباح فيه الخوارج والفئات الضالة قتل الأبرياء وترويع الآمنين وهتك الحرمات، مدعومة بإرهاب فكري ونظريات حزبية ومطامع سياسية وممارسات وأعمال تتنافى مع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، فإن علماء الأمة ومفكريها وكافة مؤسساتها مطالبون بإظهار رسالة الإسلام المتمثلة في التحذير من خطر الانحراف الفكري والتطرف والإقصاء، تلك الرسالة الإسلامية الداعية إلى الأمن والسلام والتواصل، والبعد عن الظلم والعدوان، وتوجب العدل والإحسان واليسر والتسامح. ومثلما يؤكد خادم الحرمين الشريفين أن بلادنا حملت هم الأمة الإسلامية، منذ توحيدها ولاتزال، مستشعرة موقعها في قلب العالم الإسلامي، وخدمتها للحرمين الشريفين، والوقوف بجانب المسلمين في أرجاء المعمورة، والدفاع عن قضاياهم المشروعة، فهي تبذل الغالي والنفيس لخدمة الإسلام، وتبوت مكانتها المرموقة واحترامها في العالم، إذ تحرص قيادة هذه البلاد على تحقيق الأمن والسلام والاستقرار، ورسخت أسسا تزيدنا تماسكنا نحو التحصين الثقافي ضد الفكر الإقصائي بوعي ديني وشرعي لنصرة الحق وحمايته من الأفكار الهدامة.