وقال عمدة حارة الشام والمظلوم ملاك باعيسى : أن أحياء جدة العتيقة مازالت محافظة على مظاهر الحياة الاجتماعية القديمة التي كانت ومازالت تشتهر بها منذ القدم خصوصاً في مواسم الأعياد كالتواصل بين الجيران ومركاز العمدة والبسطات الموسمية التي أصبحت عادة تجذب أهالي وزار جدة في حين تضم حارة المظلوم أقدم مكان للترفيه في المملكة وهي "برحة العيدروس" التي يعود تاريخها لأكثر من سبعين عاماً وتحيط بها المباني الأثرية القديمة التي تزيّنها الرياشين وتضم في أرجائها عديداً من ألعاب الأطفال التراثية التي يتم تحريكها يدوياً . وأشار إلى أن استقبال العيد في جدة قديماً كان يغلب عليه طابع الفرح والحرص على التسامح بين أهل الحي بمبادرة من العمد والأهالي من خلال ترديد الأهازيج المصحوبة بلعبة المزمار والرقص على الدفوف حيث يمثل المزمار أشهر ألوان الفنون ليس على مستوى جدة فحسب، ولكن على مستوى مدن منطقة مكة المكرمة بأكملها ناهيك عن كون العيد في الماضي موسماً للقاء الأقارب والإفطار الجماعي بينهم . وأضاف أن أحياء جدة العتيقة تتميز بنشاط الحركة في الشوارع والميادين في موسم العيد والتي لا ينقطع عنها الزوار في مختلف المواسم خاصة حارات المنطقة التاريخية التي تقام فيها الفعاليات والأنشطة الثقافية الهادفة لإحياء التراث الثقافي لجدة وتعريف أبناء الجيل الحالي والزوار بتراث جدة القديمة وبالعادات والتقاليد المعروفة فيها قديماً . ورأى العمدة هشام عمر ابو العينين عمدة حي البغدادية الغربية أن الاحتفال بالعيد في جدة يحمل سمات دينية وروحانية خالدة فهي لا تكتفي بمظاهر البهجة فقط، حيث تتجلى فيها روح التكافل المجتمعي والتسامح الإنساني والسمو الروحي وتتجدد فيها الأواصر الأخوية ومد جسور التعاون والتقدير بين جميع أفراد الأسرة والمجتمع . وأفاد بان مظاهر العيد تحيي الكثير من التقاليد والعادات الأصيلة التي تتميز بها منطقة مكة المكرمة والتي يمتد بعضها إلى عشرات السنين وما زالت محل احترام وتقدير كبيرين مشيراً إلى أن للعيد قديماً في مدينة جدة بهجة خاصة ومميزة ففيها عادات اندثرت منذ زمن ومنها باقي حتى حالنا اليوم . وقال : حين الإعلان في التلفزيون أو في الإذاعة عن ثبوت هلال العيد، إلا والفرحة تملأ أرجاء البيت ويصبح البيت كالخلية، فتقوم ربة البيت بتنظيف المطبخ والبيت بشكل كامل وذلك بعد شهر من طبخ مالذ وطاب وبعدها يتم عمل الدبيازة "طبق شعبي معروف عند أهل الحجاز يتم عمله في عيد الفطر فقط" وهو عبارة عن مكسرات تحمر مع الزيت ثم يضاف لها قمر الدين والماء والسكر وتطبخ لأكثر من ساعة ويكون مثل المربى إضافة إلى الحلويات المعروفة مثل اللدو واللبنية والهريسة وغيرها . وتحدث العمدة منصور عقيل عمدة حي الصحيفة والعمارية حول احتفالات العيد قديماً بجدة قائلاً : أنه بعد العودة من أداء صلاة العيد بجدة يخرج الأطفال بأجمل ملابسهم فرحين بهذه المناسبة السعيدة ويلعبون في براح جدة المختلفة مثل : برحة المظلوم وبرحة العيدروس وبرحة الشام وغيرها من البراح المعروفة قديما ويمارس أطفال جدة اللعب مبتهجين بالعيد منها لعبة "التدرية" أو "المدريها" وهي لعبة تشبه ألعاب الملاهي الحديثة "المراجيح" إلا أنها كانت تصنع من الخشب ويستمتع بها الأطفال كثيراً لأنها كانت اللعبة الشعبية الوحيدة المتوافرة للأطفال والشباب في ذلك الوقت . واستطرد يقول : كانت هناك بعض الأهازيج الشعبية المصاحبة لاحتفالات العيد إلى جانب الألعاب العبية العبارة عن الألواح الخشبية والأعيقلية والشبرية وألعاب الصناديق بالإضافة إلى بسطات البليلة والحمص والأيسكريم والتي مازال بعضها متواجد حتى الوقت الحالي على الرغم من ملاحقه التكنولوجيا والتطور الحضاري لكل مناحي الحياة . وأضاف أن من مظاهر العيد قديماً والتي تحفل بالكثير من العادات والتقاليد التي ورثت من الآباء والأجداد ولا تزال على حالها هي أن يطوف الأطفال على المنازل معايدين ويرددون عبارات متعارف عليها كقولهم : "أعطونا عيدية .. عاد عليكم" وبالفعل يفوزون بالحلوى والعيدية التي تثلج صدورهم في حين يخرجون الكبار للاستمتاع بممارسة لعبة "المزمار" الشهيرة في منطقة مكة المكرمة . // يتبع // 10:52 ت م تغريد