الاتفاق النووي الإيراني ما زال يشغل الصحافة البريطانية التي تناولته في أكثر من سياق، ومن وجهة النظر الأمريكية والإيرانية. وفي صحيفة الغارديان نطالع مقالا عن الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران في المنطقة بعد الاتفاق. يرسم كاتب المقال، إيان بلاك، صورة عامة للمدن الإيرانية: مصلون يزورون المساجد بالآلاف، صناديق تجمع زكاة الفطر لصالح المنكوبين في فلسطين واليمن، بما يذكر بعلاقة إيران بالمنطقة التي تفتقر إلى الاستقرار. ثم يتطرق الكاتب إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران إلى جانب الولايات المتحدة بعد التوصل إلى الاتفاق النووي والأمل في عودة العلاقات مع الولايات المتحدة إلى طبيعتها. يقول الكاتب إن العراق هي الدولة المرجح أن تلعب فيها إيران دورا إيجابيا، حيث لها وجود فعلي في الوقت الحالي، من خلال فيلق بدر الذي يدرب الميليشيات الشيعية العراقية، لكن لم يحدث تعاون مع الجانب الأمريكي في العراق حتى الآن. ويقول الكاتب إن هناك إشاعة تقول إن الجنرال قاسم سليماني قد جرد من شيء من نفوذه، على خلفية الإشاعات التي تشير إلى ارتكاب الميليشيات الشيعية التي يقوم بتدريبها من خلال فيلق بدر انتهاكات ضد السنة. وإذا كانت إيران تريد أن تلعب دورا في العراق في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ، وإن كانت توجه اللوم للدولة السعودية بسبب احتضاتنها الفكر التكفيري الوهابي الذي يعتمده تنظيم الدولة، فيستحسن أن تسعى لأن لا تكون صورتها شبيهة بصورة تنظيم الدولة من حيث الانتهاكات ضد حقوق الإنسان، كما يقول الكاتب. وتقول الصحيفة إن إيران ينظر إليها الآن على أنها أثبتت مقدرة على حل المشاكل المعقدة من خلال الحوار الدبلوماسي، مما يشجع على التفكير فيها كشريك في حل مشاكل المنطقة، حيث الدول العربية مشلولة بمعظمها، ولا يوجد بينها غير لاعب نشط واحد هو السعودية التي تلعب لعبة غاضبة وعنيفة. تعذيب بسبب فيسبوك وفي صحيفة الإندبندنت نطالع تقريرا أعده كريس غرين عن امرأة تحمل الجنسية البريطانية كانت قد اعتقلت عام 2013 في إيران بسبب تعليقات مسيئة للحكومة الإيرانية نشرتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وقد اعتقلت رؤيا صبري نجاد نوباخت أثناء زيارتها لعائلتها في إيران واتهمت بإهانة المقدسات الإسلامية على فيسبوك، وقدمت للمحاكمة دون حق الدفاع وحكم عليها بالسجن لمدة 20 عاما. ثم أعيدت محاكمتها وسمح لها بالدفاع عن نفسها، ثم أبلغت أن حكمها قد خفض إلى سبع سنوات. وقالت الحملة من أجل السجناء السياسيين في إيران إن نوباخت تعرضت للتعذيب الجسدي والنفسي والإهانات والإذلال وحجب الأدوية عنها، كما احتجزت في زنزانة انفرادية. ألغوا رسوم التلفزيون يتواصل الجدل حول مستقبل بي بي سي وتمويلها في الصحافة البريطانية، ففي صحيفة الديلي تلغراف نجد مقالا بعنوان ألغوا رسوم التلفزيون ولتتنافس بي بي سي من أجل جمهورها موقعا باسم أليستر هيث. يستهل الكاتب مقاله بالقول حين يدور الحديث حول مستقبل بي بي سي فهناك خطر أن تخطئ المؤسسة والحكومة على حد سواء. ويرى الكاتب أن من العبث الاستمرار في الاعتماد على رسوم التلفزيون لتمويل بي بي سي في زمن التشظي الاجتماعي والتداخل الرقمي والسيادة غير المسبوقة للجمهور. ويلمس الكاتب جانبا آخر مما يعتقد أنه من مخاطر الاعتماد على رسوم التلفزيون، وهو أن البلاد تخضع لسياسة تقشف طويلة الأمد، مما يتطلب فرض رقابة على بي بي سي وتقييد حريتها مقابل تمويلها بهذا الشكل.