×
محافظة المنطقة الشرقية

الطقس: انخفاض في درجات الحرارة على شمال وغرب المملكة #السعودية

صورة الخبر

ما ضمّني مجلسٌ مع أحد -خلال الشهور الماضية- إلاَّ وكانَ الحديثُ عن شؤون النَّفس والسبل الآيلة إلى تهذيبها، وترقيتها من أهمِّ الأحاديث التي تُطرح بين الحاضرين في المجلس. وقد لاحظتُ أنَّ الكثيرين لديهم مشكلات اجتماعيّة بصورة أو بأخرى، تدور حول التكيّف والانسجام مع الناس!! وقد استرعى انتباهي في كثير من المواقف حقيقة أن كلّ إنسان مهما كان وضعه، وعمره، وثقافته يكره أن يتلقّى الأوامر. إذ يشعر من يصدر إليه الأمر أنّه مظلوم، أو أنّه متّهم بالتقصير. ويجزع في داخله حينما يُفرض عليه أمر فرضًا، ويكاد يتمرَّد لولا الفَرَق من المغبّة. فكّل شخص منّا يحبُّ أن يشعر أنّه يعمل عن رغبة لا عن رهبة. ويحب أن يُستشار وأن يؤخذ برأيه، وأنّه لا يتلقى الأوامر من آخرين. وقد كان الكثيرون يسألون دومًا عن وصفة ناجعة تجعل الآخرين يطيعون الأوامر، وينفّذون المطلوب دون الدخول في جدال أو شجار، أو مشكلات توافق وانسجام!! وحدوث تنافر وخصام. خاصة حينما يتعلّق الأمر بتوجيه الأوامر للأبناء، أو الموظفين، أو شركاء الحياة في الأسرة الواحدة. وقد كنت استمع كثيرًا إلى شكاوى الكثيرين التي تدور حول خلافات أسرية واجتماعية وقعت ما كانت تستحق أن تحدث لو أن أحد طرفي الخلاف أحسن توجيه كلامه بطريقة أفضل. الأمر الذي جعلني أفكّر في أهمّية وجود وصفة بسيطة التركيب سهلة الاستخدام، تنجح فعلاً في علاج مشكلة يعاني منها الكثيرون. وتجنّب الآخرين الوقوع في المتاعب نفسها. فلو علمنا أنّ الأوامر ثقيلة كالحديد على النفس، وأنّ كسب تعاون الآخرين هو النجاح الحقيقي وليس إثقالهم بالأوامر، لتمكّنا -آنذاك- من تحقيق ما نريد دون أن نصطدم مع الآخر فيما يريد. إن النجاح في ذلك يكمن في ألاّ نصدر الأوامر مباشرة، بل أن نقترحها. أي أن تقترح ولا تأمر. فلا نقول للآخرين: افعل هذا وافعل ذلك. بل نقول: قد تستحسن هذه الفكرة أو تلك. أو هل تظن أن نفعل كذا وكذا سيجعل الأمر أفضل؟ وحينما لا يتحقق ما كنا ننتظره من أداء.. نقول: (لو فعلنا كذا وكذا لكان أفضل ربما ممّا قد تم فعلاً). إننا نحتاج في ذلك أن نستوعب أن الغاية الحقيقية تكمن في تحقيق الهدف، وليس إملاء الأوامر على الآخرين. وان كسب تعاون الآخر إلى أقصى حدّ وتقليص مساحة الرغبة في التمرّد هي أعظم نتيجة ترتجى. أمّا من يركّز على إظهار أسقام الآخرين ونواحي قصورهم وإثقالهم بالأوامر والنواهي فإنه لا يحقق غير ما سعى إليه مع الكثير من النفور والكراهية. فالقاعدة الأفضل هي: أن نجعل الآخرين يقومون بما نريد دون المساس بكرامتهم، وأن يكون لأوامرنا مسحة السؤال، فالوصفة الناجعة برأيي هي: سل.. ولا تأمر مباشرة. alshaden@live.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (46) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain