من المنتظر أن يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد غد (الأربعاء) مصفاة ياسرف في ينبع، وهو المشروع المشترك بين أرامكو السعودية وتشاينا بتروكيمكال كوربيريشن - سينوبك الصينية. كما ينتظر أن يدشن الملك سلمان رسمياً بدء أعمال مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية الذي تحتضن العاصمة الرياض مقره الرئيس، والذي قامت أرامكو السعودية بإنشائه وتحويله من فكرة طرحها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله بدأت عام 2008 إلى واقع في 2012. وتستحوذ أرامكو السعودية على نسبة 62.5 في المئة من مشروع مصفاة ياسرف، فيما تستحوذ شركة سينوبك الصينية التي تعد أكبر شركة بترول وغاز في الصين على نسبة 37.5 في المئة. وتُعد مصفاة ياسرف أكثر مصافي المملكة تطوراً، إذ تبلغ طاقتها التكريرية 400 ألف برميل في اليوم تركز على أنواع الوقود النظيفة ذات الجودة العالية المستخدمة في وسائل النقل. وفي كانون الثاني (يناير) 2015، شُحنت الشحنة الأولى لياسرف والبالغة 300,000 برميل من وقود الديزل النظيف بنجاح، مُحرزة رقماً قياسياً زمنياً منذ التوقيع على المشروع المشترك في شهر يناير 2012 وتصميم المرافق والإنشاء وبدء العمل وحتى تسليم المنتجات، ويمثل ذلك بكل المعايير، وبالنظر إلى نطاق وتعقيد هذا المرفق وعمليات تكرير المواد الكيماوية إنجازاً فريداً من نوعه. ومن المقرر أن يطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إشارة البدء لأعمال المصفاة رسمياً الأربعاء، في الوقت الذي بدأت فيه المصفاة التشغيل التجريبي مطلع العام الماضي. وتجمع مصفاة ياسرف أفضل التقنيات من جميع أنحاء العالم في مقر معالجة واحد يسمح لوحدات المعالجة التي تملكها بفصل لقيم النفط الخام الثقيل وتحويله إلى منتجات نهائية عالية الجودة، وإضافة إلى أن هذه المصفاة العملاقة العالمية الطراز، يُوظف المجمع أحدث المنافع والأنظمة الخارجية لمساندة عمليات التشغيل، إلى جانب ما يرتبط بها من لقيم ومواد وسيطة وتخزين للمنتجات. ونظراً لمعايير السلامة العالية والتميز في إدارة المشاريع، حازت ياسرف على جائزة «بلاتس» للطاقة العالمية كأفضل مشروع إنشاء، وذلك ضمن حدث مميز أقيم في مدينة نيويورك يستعرض أفضل المشاريع من جميع أنحاء العالم. ووفرت شركة ياسرف التي تم تشغيلها بالكامل نحو 1.200 وظيفة مباشرة و5.000 وظيفة غير مباشرة بنسبة سعودة في المصفاة تصل إلى نحو 74 في المئة، كما قام المشروع بإدراج نحو 600 موظف سعودي في برنامجه التدريجي لإعدادهم لتولي وظائف بدوام كامل في أعمال التشغيل والصيانة والعلاقات الصناعية والهندسة. إلى ذلك، يعد مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، مركز أبحاث عالمياً يهتم بأبحاث البترول والطاقة والبيئة وسياساتها المستقبلية، ويهدف المركز لأن يكون صرحاً لتبادل الخبرات والأفكار المتعلقة بالطاقة والبيئة وخلق استراتيجيات وسياسات هادفة للمملكة وللعالم انطلاقاً من الدور الريادي للمملكة في مجال الطاقة والبترول. ويُعتبر مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية مؤسسة بحوث مستقلة لا تهدف إلى الربح، تكرّس جهودها لدرس جميع أنواع الطاقة، وتتركز مهمَّة المركز حول إيجاد قِيَم مضافة تُسهم في منفعة المجتمع والإنسانية من خلال القيام ببحوث مستقلة وشفافة بمعايير عالمية تعزز فهم الفرص الحالية المستقبلية لصناعة الطاقة واقتصادياتها والتحديات التي تواجه العالم في هذا المضمار، متخذاً المنفعة الاجتماعية أساساً في جميع جوانب أنشطته البحثية.