نعم،، لن نبكيك يا رمضان! ولِمَ نبكيك وأنت الذي قد أدخلت علينا ما كنا لنستحقها لولا رحمة من الله - عز وجل – وفيض من كرمه وعطائه، في نهارك كنا (صوَّامين) وفي ليلك (قوَّامين)،،، فلِمَ نبكيك؟ عشنا معك بقلوبٍ معلقةٍ بحبك،،، فلِمَ نبكيك؟ عشنا معك وألسنتنا تلهج بذكر الله في كلِّ ساعةٍ ولحظةٍ،،، فلِمَ نبكيك؟ عشنا معك وخطواتنا في كلِّ يومٍ تسبقنا إلى بيوت الله،،، فلِمَ نبكيك؟ عشنا وأواصر المحبةِ والمودةِ جمعتنا مع ذوي الأرحام،،، فلِمَ نبكيك؟ عشنا وموائدنا عامرةٌ برزقٍ من الله، فلم نُحرم من لذيذِ الطعام والشراب،،، فلِمَ نبكيك؟ مصاحفنا ختمناها مرات ومرات،،، فلِمَ نبكيك؟ مساجدنا بمنابرها ومآذنها تزينت بأنوار الإيمانيات وبأصواتِ المصلين ودعاءِ الأئمة - دون خوفٍ ولا جلل – فلِمَ نبكيك؟ في بيت الله الحرام صلَّى من صلَّى، وطاف وسعى وحلَّق وقصر من اعتمر،،، فلِمَ نبكيك؟ أموالنا التي أنعم الله بها علينا، جعلنا فيها حقاً للسائل والمحروم،،، فلِمَ نبكيك؟ شياطين الإنس والجن جعلنا بيننا وبينهم سداً منيعاً، فلم نَهلَك بوجودهم وبقربهم،،، فلِمَ نبكيك؟ صمنا عن الطعام والشراب وعن الغيبة والنميمة وفضول الكلام ولغو الحديث ولغط المجالس،،، فلِمَ نبكيك؟ تحلقنا حول موائد الأبناء والأخوة والأخوات والأهل، فكسبنا أجر «من فطر صائماً .....» فلِمَ نبكيك؟ استمعنا وشاهدنا برامج (سواعد الإخاء) و(زين الشهور) وغيرها من حلقات الدعوة والذكر الحكيم مع صفوةٍ من الدعاة وهم يتحدثون عن السيرة النبوية ومكارم الأخلاق، فتغيَّر فينا الشيء الكثير الكثير،، فلِمَ نبكيك؟ على مائدة الإفطار رافقنا الحاضر الغائب الشيخ/ علي الطنطاوي - يرحمه الله - في كلِّ يومٍ في شهرك الفضيل،،، فلِمَ نبكيك؟ ودَّعنا أحباباً لنا سبقونا إلى الدار الآخرة، وأكرمنا المولى بالصلاة عليهم في المساجد، فكسبنا بإذن الله تعالى أجر الصلاة والدعاء لهم،،، فلِمَ نبكيك؟ خطت أقلامنا (تغريداتٍ) فاقت الجمال جمالاً بآياتٍ من القرآن الكريم، ومن أجمل العبارات والحكم والفتاوى والنصائح، وأخبار عن تهافت (غير المسلمين) ليعرفوا ما هو الإسلام متأثرين بما رأوا من تلاحم المسلمين في مكة،،، فلِمَ نبكيك؟ أخرجنا زكاة الفطر، وحمدنا المولى أن كنا من الذين يُخرجونها وليس من الذين يستحقونها،،، فلِمَ نبكيك؟ زيَّنا مجالسنا وبيوتنا لتكون على استعدادٍ لاستقبال مكافأة الصيام (عيد الفطر المبارك)،،، فلِمَ نبكيك؟ في الغدِ وبعد الغد يا رمضان سيحتفل المسلمون في مختلف بقاع الدنيا باستقبال العيد السعيد، وبه تكتمل فرحة الصائم أن أفاض الله عليه من نعمةٍ كبرى (صيام شهر رمضان كاملاً)، سعادةً ختاماً: يا رمضان،، عُد علينا أعواماً عديدةً وأعماراً مديدةً، فنحن والله في شوقٍ كبيرٍ إليك بدءا من لحظةِ فراقك!! رمضان لن نقول: وداعاً،، بل إلى لقاءٍ قريبٍ ستعود بعد عامٍ، تُرى من سيكون باستقبالك؟ لا ندري! رمضان، هل تعلم من الذي يستحق أن يبكي عليك فعلاً؟؟ إنهم أولئك الذين حَرَموُا أنفسهم من فضائلك، فعاشوا بين الإفراط والتفريط، فخسروُا الكثير الكثير!! «اللهم لا تجعلنا من هؤلاء»! خبيرة إدارية – مدرب معتمد