شكوى عضو مجلس الشوري الأستاذ سعود الشمري من إن مجلس الشورى ورئاسته وأعضاءه وكثيراً من مؤسسات الدولة ومسؤوليها يتعرضون بشكل يومي لاعتداءات معنوية في وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت وبالصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية، التي تصل، كما يقول «إلى أقصى درجات الإهانة والقذف والبهتان»، حملت للناس رسالة غير تلك التي أرادها الأستاذ الشمري. فرغم أنه أكد أنه لا يقصد في حديثه النقد للمجلس وأعضائه، ولكن التجريح الشخصي والسب العلني والبهتان والقذف المحرم شرعاً وتحقير العمل والقرارات الصادرة عن المجلس والتشويه المتعمد لها. فقد جاءت معظم تعليقات المتابعين في الشبكة العنكبوتية على غير ما سعى إليه العضو الموقر. *** أتفق بداية مع عضو مجلس الشورى الموقر بأن التجريح الشخصي أو القذف أو التعرض لشخص أعضاء مجلس الشورى، أو أي مسؤول في القطاع الحكومي أو الأهلي، أمر غير مقبول. ولقد شهدنا، كما تقول الإعلامية بثينة النصر، ما طال سيدات الشورى وقت قرار عضويتهن للمجلس من سب وشتم وقذف لا مبرر له وهن من خيرة سيدات البلد سوى الاعتراض الغوغائي على تمكين المرأة البالغة الحرة المتعلمة العاقلة، لكن المجلس وأعضاءه ليسوا فوق النقد لعملهم ولا لأداء المجلس، أو عدم قيامه باختصاصاته ومهامه. وإذا كان عضو مجلس الشورى الموقر يُطالب بعقوبات رادعة للتجريح الشخصي والسب العلني والبهتان والقذف المحرم شرعاً تجاه المجلس وأعضائه فإن المادة السادسة من نظام الجرائم المعلوماتية السعودي الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/ 17 تاريخ 8/ 3/ 1428، تنص على أن عقوبة «القذف الإلكتروني» هي السجن لمدة لا تزيد على خمس سنوات وغرامة مالية لا تتجاوز ثلاثة ملايين ريال أو بإحدى العقوبتين، في حال ثبوت جريمة «القذف». وتطبيق هذه العقوبة كفيل بلاشك بالتعامل مع ما اشتكى منه عضو مجلس الشورى الموقر الذي جاء حديثه ترسيخاً لصورة المجلس عند المواطن السعودي بأنه بلا فعالية، وبأن أعضاءه لا يقومون بعمل ما يبرر وجود المجلس، وأضاف عليه العضو الموقر أنهم أيضاً لا يتحملون النقد!! *** لقد أخذ الغالبية من المتداخلين في الشبكة العنكبوتية على المجلس وأعضائه بأنهم لا يقومون بواجباتهم، ولا يقبلون نقد عمل المجلس ويعتبرون أنفسهم فوق المُساءلة. وبأن المجلس هو مجلس صوري.!! وأرجع هنا إلى تصريح مشهور لعضو مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن العناد وصف فيه مجلس الشورى بأنه «مجلس بصم». ورغم أن الوصف كان صادماً، إلا أن استفتاء للمشاهدين أجراه برنامج «البيان التالي» في قناة «دليل الفضائية» في شهر يوليه 2010، جاء متوافقاً مع وصف الدكتور العناد، حيث أيّد 91% هذا القول، بينما بلغ غير الموافقين 5%، ومن لا رأي لهم 4%!، ولاشك أن مثل هذه الصورة مازالت مرسومة في أذهان الناس عن مجلس الشورى. *** وأقول هنا أن تردد بعض أعضاء مجلس الشورى في ممارسة دورهم الرقابي على الوجه الأكمل من جهة، ورفض بعض الجهات التنفيذية قيام مجلس الشورى بهذا الدور يجعل صورة مجلس الشوري غير إيجابية عند المواطن، فتخرج منه انتقادات قاسية لعمل المجلس وأدائه. لكن يجب في كل الأحوال أن لا تتجاوز هذه الانتقادات الأصول والأدب ولا تتعرض للأشخاص. وما تشير إليه السيدة بثينة النصر من تعرض سيدات الشورى وقت قرار عضويتهن للمجلس من سب وشتم وقذف لا مبرر له ليس سوى حالة شاذة لا تُعبر إلا عن رأي تيار يعيش خارج التاريخ، أما غير ذلك فإنه ليس لمجلس الشورى حصانة ضد النقد، مثله مثل غيره من مؤسسات الدولة. نافذة صغيرة: [[اعلموا أن مكانكم في مجلس الشورى ليس تشريفاً، بل تكليفٌ وتمثيلٌ لشرائح المجتمع السعودي ولذلك فإن له تبعاته من المسؤولية التي تفرض عليكم تفعيل العطاء وتحكيم العقل في مواجهة أي مسألة تُعرض عليكم.]] عبدالله بن عبدالعزيز nafezah@yahoo.com nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain