الرياض الشرق إن أفضل ما يمكن أن تستثمر فيه الدول هو طاقاتها البشرية. وبالحديث عن الطاقة البشرية يبرز دور الشباب باعتباره القوة الدافعة لعجلة التنمية في المجتمع. ومن هنا تأتي أهـمية توجيه الشباب وتنشئته بشكل سليم على المستويين الأخلاقي والصحي جسدياً ونفسياً، ولا تقتصر هذه المسؤولية على الأسرة فحسب بل تقع على عاتق المجتمع ككل. وانطلاقاً من شعورها بهذه المسؤولية -باعتبارها إحدى مؤسسات خدمة المجتمع- تعتزم جمعية الرحمة الطبية الخيرية إطلاق مشروع يستهدف فئة الشباب منذ المراحل العمرية المبكرة، تحت مسمى مشروع «وقاية»، ويهدف لتوعيتهم حول أهم القضايا التي تمس حياتهم اليومية، ولفت انتباههم لجوانبها التي يمكن أن تؤثر سلباً أو إيجاباً على صحتهم وسلامتهم. وفي هذا الصدد صرّح رئيس مجلس إدارة جمعية الرحمة الطبية الخيرية د. شاهر بن ظافر الشهري بأن الجمعية تسعى لتنفيذ هذا المشروع من خلال شراكة تعقد مع أي من المؤسسات الحكومية أو الأهلية المعنية ببرامج خدمة المجتمع، وأضاف أن من شأن هذه الشراكة أن تعطي زخماً أكبر للمشروع، وتزيد من فرص استمراريته وتطويره بما يحقق القدر الأقصى من الفائدة للفئة المستهدفة منه، ويحقق مبدأ المسؤولية الاجتماعية للشركاء تجاه المجتمع، مبيناً أن المشروع يتناول ثلاثة جوانب مهمة من حياة الشباب وهي السلامة المرورية، وأضرار التدخين والمخدرات، واستخدامات التقنية، وذلك من خلال ثلاثة برامج هي: برنامج «طريق الخطر» للتوعية بمخاطر التدخين والمخدرات بأنواعها، وبرنامج «سيارتي الآمنة» للتوعية بالقيادة الآمنة ووسائل السلامة على الطريق والسلوكيات الخطرة أثناء القيادة، وبرنامج «التقنية الصحية» للتوعية بالجوانب السالبة لاستخدامات التقنية وأثرها على الصحة الجسدية والنفسية والإرشاد إلى الجوانب والبدائل الإيجابية. وأبان الشهري بأن مشروع «وقاية» يستهدف النشء والشباب منذ سن مبكرة، حيث يمكن تنفيذه عبر عدة قنوات تشمل المدارس والجامعات والمعاهد العليا إضافة إلى الأندية الرياضية ومراكز الأحياء، ومن خلال عدة وسائل مرئية ومسموعة ومقروءة وتفاعلية، مضيفاً أن المشروع يهدف إلى توجيه النشء والشباب لاستغلال طاقاتهم بشكل بنّاء بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع، بجانب إرشادهم لطرائق الاستخدام الرشيد والتنبيه لعواقب الاستخدام الخاطئ لوسائل الحياة العصرية، وخصوصاً التي يستهوي استخدامها هذه الفئة، مع توعيتهم بأهـمية الحفاظ على موارد المجتمع ومقدراته -بما فيها هم أنفسهم- من العبث والتدمير والإهلاك، مضيفاً أن المشروع يسعى إلى التأسيس لجيل سليم وناشئ على القيم والأخلاق الحميدة التي تقوم على أساس الدين والأعراف المجتمعية، ومدرك لمسؤوليته تجاه مجتمعه ووطنه. ويرى الشهري بأن المشروع سيشكل -إن حظي بالدعم اللازم- أنموذجاً ناجحاً لتفعيل الشراكات بين قطاعات المجتمع المختلفة بما يحقق له التطور والنماء.