جاء القاتل بالضحكة على وجهه، مرتدياً قميصاً أسود وملتحياً، تماماً مثل أي سائح، وقال شهود العيان إنه كان يحمل مظلة بداخلها بندقية كلاشنكوف مفعمة بالذخيرة، وأول ضحاياه هم من كانوا على الشاطئ. وليس هناك من أساس إنساني للمسألة ولا تفسير يمكنه أن يساعدنا في فهم ما يحدث في عقل القاتل، فضحاياه كانوا عزلاً من الموجودين على الشاطئ. وجاء قتل السياح الذين قدموا من مختلف دول العالم دون سابق إنذار أو تحذير، وتنوعت جنسياتهم بين البريطاني والألماني والتونسي وأماكن أخرى، وكانوا عرباً وأجانب، مسيحيين ومسلمين، ولكن فوق كل ذلك كانوا مدنيين. ولم يكونوا جنوداً في الحرب، إلا أنهم في ذهن القاتل شكلوا بطريقة أو بأخرى العدو، وليس مهماً أن هذه الهجمات كانت منسقة، والعامل المشترك هو داعش الذي عمل على تحويل رمضان إلى ما أسماه شهر المصائب للكفرة، ويدعو التنظيم إلى هجمات مشتركة تسعى إلى النيل من مواطني البلاد الذين تدعم بلادهم التحالف الذي تقوده أميركا ضد قواعده في كل من سوريا والعراق. وإجمالاً أعلن داعش بوضوح حربه على بريطانيا وحلفائها وشركائها حتى عندما بدت هذه الدول وسكانها مترددة في فهم الآثار المترتبة على ذلك، وبالنسبة إلى داعش فإن القتلى في سوسة هم من المقاتلين وليسوا من المدنيين، وبالنسبة للتنظيم فإن الهدف هو ارتكاب فظائع أكبر، وفي حال تمكن داعش من ذلك فصيف أوروبا سيكون فصلاً من فصول الرعب.