×
محافظة المنطقة الشرقية

«مُخيم صانعي أفلام المستقبل» تعلم الأطفال تقنيات الفن السابع

صورة الخبر

كل من أعد للعيد يعلم أن الإعداد للعيد هو عيد بحد ذاته بل له سعادة أكبر ربما من تلك التي يشعر بها الانسان في أيام العيد، ولهذا غالب الناس إن لم يكن جميعهم يمر بحالة هبوط نفسي عاطفي بعد صباح العيد ويشعر أن نشوة الإعداد للعيد ربما كانت هي العيد الحقيقي، وهذا الحال يفسر لماذا بعض الناس مهما كانت ظروفهم الواقعية صعبة يبقى لديهم نشاط وحماس سعادة داخلية عميقة، فالسبب في سعادتهم يكون أنهم يعدون أنفسهم لسعادة مستقبلية سواء دنيوية أو أخروية، ولهذا الطموح العظيم في الدنيا والآخرة هو سر السعادة الدائمة العميقة المقاومة لكل عوامل الكآبة والتعاسة والاحباط، وهناك فارق جذري بين الطموح وبين مجرد التمني، فالإنسان يمكنه تمني أن يكون طائرا يحلق بحرية في الفضاء لكن هذا لا يجعله طائرا، بينما الطموح يعني أن يكون لنفسه هدفا وغاية ورؤية مثالية جميلة ملهمة تكون حقيقية بالنسبة له كأنه يراها ويعيشها متحققة وكما اسمى القرآن هذا الحال «عين اليقين»، والمراتب دون مرتبة «عين اليقين» كما ذكرها القرآن هي «علم اليقين» أي أن يبلغه العلم عن تلك الغاية، وأعلى منها مرتبة «حق اليقين» أي عند تولد ثقة لديه بأن تلك الغاية حقيقية، أما مرتبة «عين اليقين» وهي أعلاها فهي التي عندها تتولد الدافعية لدى الانسان للسعي باتجاه تلك الغاية فيضع لنفسه خطة عمل للوصول لذلك الطموح المثالي ويشرع في الأخذ بأسباب تحقيقه وينصب بكليته باتجاهه أي يضع كل طاقته العقلية والنفسية والحيوية والعملية في سبيل تحقيقه ويصبح شغفه الأكبر وهذا الحال بحد ذاته يجعله أكثر مثالية أخلاقيا وسلوكيا لأنه يجعله لا يبالي بكل الصغائر وسفاسف الأمور والاهتمامات السطحية التي تستهلك عادة الناس وتضيع أوقاتهم وأعمارهم وتبدد طاقاتهم ومواردهم، فالطموح العظيم يجعل الإنسان منصبا على الأمور الهامة والجوهرية ولا يبالي بكل ما هو سطحي وتافه وعابر، وهذا أهم ما يمكن تحصين الشباب به من كل عوامل الانحراف والسوء والتردي، وفي هذا العصر يسمى العلم الذي يولد لدى الناس هذا الإلهام والشغف بالطموح الدنيوي العظيم «بالتنمية الذاتية» ومصدره مؤلفات الغرب، وبالنسبة للطموح الأخروي العظيم فالعلم الذي يولد الشغف به هو علم «الرقائق» وهو علم انقرض بالكامل من الخطاب الاسلامي المعاصر الذي يقتصر على الجدليات العقائدية والسياسية والقانونية ولهذا فقد المسلمون بوصلة العمق الجوهري الروحي وسعادته التي تجعل الإنسان بالإعداد للجنة... في جنة بالدنيا.