×
محافظة الرياض

ضبط عصابة انتحلت شخصية رجال الأمن لسلب العمالة الوافدة بالافلاج

صورة الخبر

يبدو أن تنظيم داعش يتبجح بغطرسة بدولته التي أسسها قبل عام، لكنها ها هي لا تزال قائمة، وسط أحداث الجزر والمدّ غير متأثرة بأي استراتيجية فعلية قد تهزمها. يمكن احتواء داعش وتقليص حجمه، بحيث يصبح تهديدا قابلا للتعامل معه، غير أن ذلك لن يحصل إلا إذا أعاد الغرب والقوى الإقليمية التفكير في سياسة المواجهة، إن كان الأمر كما وصفه رئيس وزير بريطانيا ديفيد كاميرون فعلياً، لمحطة بي بي سي، أخيراً، بأنه صراع الجيل، فإنه يحتاج لاستراتيجية تكون على قدر التحديات. داعش يعرف الإرهاب يعتبر تنظيم داعش، على أحد المستويات، جيشاً معقد التركيبة مرنا تكتيكياً، بدعم من كوادر جيش الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، الذي عمدت أميركا إلى تفكيكه وإهدائه للمقاتلين بعد غزو عام 2003. ويعمد التنظيم، على صعيد آخر، من خلال اغتيال الأعداء السنة، وتنفيذ التفجيرات الانتحارية، والإعدامات الوحشية ونشرها عبر المواقع الإلكترونية، والقيام بهجمات على أهداف مستضعفة، بتحديد معنى الإرهاب، القائم على هجمات محددة الأهداف ذات تأثير عشوائي متسع النطاق غايته بث الخوف والرعب في النفوس. وليس هناك من يستطيع القول إنهم لا ينجحون في ذلك. ويكمن مفتاح النجاح في كسر دوامة الطائفية التي يعمل التنظيم على إذكاء فتنتها، سيما بين السنة والشيعة. حيث أصبح التقسيم واقعاً قائماً في كل من سوريا والعراق، إلا أنه واقع ينعكس في أحد أوجهه على شكل صعوبات يلاقيها التنظيم في الخروج من بوتقة المناطق السنية، والمقاومة الشرسة التي يواجهها لدى محاولته اقتحام مساحات تخضع للشيعة أو الأكراد، الذين يعتبرون أن مسألة تفكيك داعش تقع على عاتق السنة، مما يعني ضرورة أن تجتذب الاستراتيجية الفاعلة السنة الساخطين على التنظيم. لكن كيف لذلك أن يتم؟ إذا شهدت الفترة المقبلة توقيع صفقة نووية مع إيران، فيتعين على الولايات المتحدة أن تحشد جميع اللاعبين المؤثرين بمن فيهم إيران والسعودية وتركيا للبحث عن سبيل آخر لقتال داعش. سم الطائفية ويتوجب بدايةً، التخلص من سمّ النزعة الطائفية السنية الشيعية، مما يعني وقف الحروب الدائرة على الأراضي العراقية بالوكالة، كما يتطلب من السعودية تحديداً نقض الأفكار التوتاليتارية لـداعش. وعلى الرغم من أن تنظيم القاعدة قد نأى بنفسه عن داعش، واستنكر بعض رجال الدين التابعين له وصفه بـالمنحرف إلا أنه لا يقول الكثير عن التفسير المتزمت للدين الذي يشارك المقاتلون في عقيدته. وإذا برز تحالف متجدد فلا بد له أيضاً ان يكون واضحاً حيال القوات الموجودة على الأرض، التي يجب أن تضم السنة والشيعة والأكراد، مع التنسيق التام بينهم. كما يتعين على الائتلاف، ثانيا، أن يقوم بمزيد من الخطوات لمساعدة السنة، مما يعني ضرورة تأمين المزيد من الأسلحة المتطورة لمقاتلي القبائل السنة في العراق، وللمقاتلين في سوريا لكي يتمكنوا من القضاء على داعش. ولا بدّ كذلك من حماية معاقل المقاتلين، حيث قد فات الأوان ربما على إنشاء منطقة حظر جوي، حيث من المؤكد أن أعتى القوات الجوية في العالم لا يمكن أن توقف نظام الرئيس السوري بشار الأسد عن ارتكاب مجازر جماعية ورمي البراميل المتفجرة وقنابل الكلور على المدنيين، غير أن بعض التحركات الناجعة قد تكون كافيةً. وثالثاً، تقتضي مساعدة السنة، تقديم المساعدات الإنسانية الشاملة والذكية للاجئين المنتشرين في دول المنطقة، والذين يتراوح عددهم بين مليون ومليوني لاجئ موزعين على تركيا ولبنان والأردن وكردستان العراق. ويشكل هؤلاء جيش الاحتياط للتنظيم، دون أن يعني ذلك أنهم على استعداد للانضمام للقتال تحت لوائه إلا أن الإحباط يدفعهم للقيام بمحاولات يائسة، وداعش نوع من التنظيمات التي تدفع جيداً لمقاتليها وتعتني بعائلات من تسميهم شهداء لديها. لن يغيب تنظيم داعش عن المشهد السياسي قريباً، لكن إذا لم يتمكن من التوسع فإن هالة القوة التي تغري السنة الساخطين سيخف وهجها، وستشكل الخطوة الأولى نحو الهزيمة الحتمية. إيجاز إن الاستجابة لـداعش على أرض المعارك العراقية السورية ليست بالشيء الذي يذكر، ويمكن تلخيصه بإيجاز شديد، على النحو التالي: شكلت الولايات المتحدة تحالفاً مع الأوروبيين والعرب السنة لقصف داعش، واكتشفت أن الجيش العراقي ليس مستعداً للقتال، ودربت حفنةً من المقاتلين في سوريا. لم تجد أميركا حليفاً موثوقاً على الأرض إلا في الأكراد، والميليشيات الشيعية. إلا أن هناك خيوطاً مشتركةً، ينبغي شدها معاً قبل أن تتفكك. فإذا عبرت القوات التركية سوريا، مثلاً، ستأمر أولاً بمنع السوريين الأكراد الذين يشكلون قوة فاعلةً ضد داعش من تشكيل كيان مستقل، حذرت أنقرة أنها لن تقبل به مطلقاً.