في كل يوم عندما أخرج لعملي في الصباح وأمتطي سيارتي، أستحضر الصبر والاحتمال وأقنع نفسي ألا محالة من ولوج الفوضى المرورية حتى أصل لمكتبي، ومع أني لا أخرج وقت ذهاب الموظفين لدوائرهم، بل أتعمد التأخر حتى الساعة العاشرة صباحاً حتى تخف زحمة المرور، إلا أن الفوضى لا تغيب عن شوارع الرياض في كل وقت وحين، وبات أكثر ما يميز الرياض هو تلك الفوضى، فالمتسارعون يعرفون كل مواقع كاميرات ساهر, لذا لا يتوانون عن مضايقة الملتزم بالسرعة المحددة بمختلف الطرق، مثل التأشير بالنور العالي أو إطلاق المنبه بصورة استفزازية، أو حتى الاقتراب من مؤخرة السيارة بصورة مثيرة للخوف، وهم أيضا يعرفون الإشارات التي تخلو من الكاميرات، فيصيبهم عندها عمى الألوان فيصبح الأحمر والأخضر لهم لون واحد، وأكثر الفوضى وضوحاً في شوارع الرياض، هو طريقة وقوف السيارات في الشوارع فلا أحد يقف حسب مخططات الوقوف ولا نمطية الوقوف في الشارع والوقوف المزدوج هو الغالب بل إن كثيرا من السائقين بات يقف في المسار الأيسر من الشارع، خصوصاً أمام الأسواق والدوائر الحكومية والمدارس، وأصبحت الرياض خالية من دوريات المرور التي تخالف المتعدين على نظام المرور، بل إن المخالفة لنظام المرور هي الشائع وليس الانضباط. لقد أصبحت الرياض مدينة ترفع الضغط بمجرد السير بشوارعها.