تعيش الأحواز حالة احتقان على مر السنوات الماضية وقد تضاعف هذا الغليان في فترات دون الأخرى، ويعتبر شهر رمضان الجاري من الفترات التي يتضاعف فيها القمع والتنكيل بحق الشعب العربي الأحوازي مقارنة بالفترات السابقة حيث اعتقلت مخابرات النظام الإيراني مئات المناضلين في مطلع شهر رمضان المبارك، إذ أفاد شهود عيان بأن المخابرات اعتقلت المناضلين والناشطين السياسيين بطريقة وحشية وانهالت عليهم بالضرب أثناء الاعتقال أمام أهلهم وذويهم ثم نقلتهم إلى مكان مجهول، كما هددت المخابرات أقاربهم وتوعدتهم بمزيد من العقوبات في حال تحدثوا عن حالة اعتقال أبنائهم أو تابعوا قضية اعتقالهم. (استهداف السنة) وقد شنت أيضا مخابرات النظام الإيراني المحتلة بمعية قوات من الأمن حملة اعتقالات وصفت بالبربرية، في إطار هذه الحملة تم اعتقال العشرات من الشبان الأحوازيين بتهمة الانتماء إلى مذهب أهل السنة والجماعة، حيث يعتبر الانتماء إلى أهل السنة في الأحواز جريمة يعاقب عليها القانون فيما قامت قوات الأمن الإيرانية بنقلهم إلى مكان غير معروف وأصبح وضعهم محل قلق أهلهم وذويهم. ولم تقف المضايقات والاعتداءات عند هذا الحد بل استمرت بأخذ منحى تصاعدي، وتؤكد مصادر «الرياض» بأن الأسرى الأحوازيين يتعرضون للتعذيب والضغوط النفسية بغية أخذ اعترافات تدينهم وتدين بعض الوجهاء والشخصيات المعروفة في الأحواز من بينهم أطفال وشبان صغار في السن. وطالت حملة الانتهاكات والقمع عددا من قادة الرأي والنخب الفكرية الأحوازية نظراً لنشاطها الدعوي المناوئ لقوات الاحتلال وتوضح المؤشرات في الأحواز بأن الاعتقالات التعسفية ازدادت بحق الأحوازيين في الفترة الأخيرة ولا سيما في مدينة الأحواز العاصمة، وذلك بسبب الصراع الجاري في المنطقة وإعلان الشعب الأحوازي دعمه ومناصرته للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي يقود تحالفا للإطاحة بالمخططات الإيرانية في اليمن. حملات حكومية لإجبار الأحوازيين على دفع الزكاة لدعم المليشيات الطائفية وقد أدان الأخ سعيد حميدان، المدير التنفيذي لمنظمة الدفاع عن حقوق الإنسان الأحوازي، جرائم الدولة الفارسية المرتكبة ضد الشعب الأحوازي من خلال الاعتقالات الممنهجة لأبناء السنة في الأحواز ومضايقة عوائلهم وإرهاب الأطفال والنساء من خلال طريقة الاعتقالات وضرب المعتقلين أمام ذويهم، حيث صعدت إيران في الآونة الأخيرة حملة الاعتقالات في شهر رمضان المبارك بسبب تزايد الوعي الوطني في الأحواز. وأضاف سعيد حميدان في إفادته ل»الرياض» إن الاعتقالات التعسفية وحرمان الشعب الأحوازي من حرية العقيدة والرأي وحق العيش بكرامة وحرمانه من أن تكون له جوامع يؤدي فيها صلاته وعباداته دون أي خوف، جريمة تحاسب عليها القوانين الدولية، وقال المدير التنفيذي لمنظمة الدفاع عن حقوق الإنسان الأحوازي إن المنظمة التي يديرها تدين بشدة الجرائم التي ترتكبها الدولة الفارسية (الإيرانية) ضد الشعب العربي الأحوازي، وأنها تحمّل الدولة الفارسية (إيران) المسؤولية الكاملة عن جميع الجرائم مثل الاعتقالات الجماعية وتعذيب المعتقلين والإعدامات وغيرها من الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الأحوازي. (اشتباكات مسلحة) وفي ظل التوتر المتصاعد اندلعت اشتباكات مسلحة حادة بين مسلحين مجهولين وقوات الاحتلال الفارسي في بلدة «سباء» جنوبي الأحواز، وقالت مصادر أحوازية في هذا الجانب إن الاشتباكات وقعت بعدما داهمت قوات الأمن الفارسية منازل الأحوازيين بطريقة بربرية. واستمرت الاشتباكات لعدة ساعات مما استدعى القوات الفارسية أن تستدعي المزيد من قوات الدعم والمساندة، وبعد هذه الاشتباكات شنت مخابرات العدو الفارسي حملة اعتقالات عشوائية طالت العديد من الأحوازيين بينهم شيوخ وأطفال، كما قامت القوات الفارسية بفرض حالة التجول وفتشت سيارات الأحوازيين الداخلة إلى المدينة أو الخارجة منها. وفي سياق متصل منعت مخابرات الاحتلال الفارسي الشاعر الوطني الأحوازي حميد جير أبو أمجد الحيدري من المشاركة في مهرجان الشعر الشعبي في مدينة الأحواز العاصمة كما هددت المخابرات حميد جبر وتوعدته بالاعتقال في حال شارك في المهرجان، وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أبو أمجد للمضايقات أو الاعتقال بل في أوقات سابقة تعرض لعدة اعتقالات وسجن لسنوات طويلة دون وجه حق، ويعاني شعراء الأحواز كسائر شرائح المجتمع الأحوازي من سياسة الإجرام الفارسية ويقبع الكثير منهم في سجون الاحتلال وعلى رأس هؤلاء الشاعر أحمد سبهان الذي أشاد بعاصفة الحزم ومدح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصيدة تم توزيعها في الأحواز. (إفلاس النظام) ومن جانب آخر كشفت مصادر أحوازية مطلعة على الداخل الإيراني في حديثها ل»الرياض» أن الحكومة الإيرانية بدأت بدعوة المواطنين بضرورة توجيه زكاتهم إلى القنوات الحكومية التي ستوظف أموالهم لدعم المليشيات التابعة لإيران في عدد من الدول العربية، وقد قوبلت هذه الدعوة برفض من كثير من أطياف الشعب الإيراني المحتقن من ممارسات النظام، والتي ألقت بظلالها عليه. ويدعم هذه التوجهات رجال الدين الإيرانيين الذين بدأوا بحملة دعائية واسعة عبر المنابر في المساجد والحسينيات في أرجاء مختلفة من إيران يدعون فيها المواطنين إلى التبرع بزكاتهم لهذا العام لصالح المليشيات الإرهابية (الحشد الطائفي في العراق، الحوثيون في اليمن، حزب الله في لبنان وسورية) التابعة لدولة الاحتلال والتي تعبث بأمن الدول العربية. وقد واجه رجال الدين إثر حملتهم الدعائية الطائفية رفضا واستهجانا لدى شرائح واسعة خصوصا من الشعب العربي الأحوازي حيث اعتبر الأحوازيون أن هذه الممارسات تدل على إفلاس دولة الاحتلال سياسيا واقتصاديا. ورأى الأحوازيون أن الهدف من وراء هذه الحملات الدعائية المغرضة والطائفية هو محاولة لقلب الحقائق على الأرض من خلال تصوير الأحوازيين على أنهم موالون لدولة الاحتلال ويؤيدون ما تقوم به من جرائم في الأقطار العربية.