هجمة حقيقة واحدة للسد القطري كانت كافية لهز مرمى الهلال ليتلقى الفريق أول خسارة له في دوري أبطال آسيا 2015، قبلها كرتان خطيرتان للفيصلي كانتا كافيتين لهز مرمى الهلال مرتين ليفقد الهلال نقطتين مهمتين في الدوري، وبعدهما هدفين تلقاهما في نهائي كأس ولي العهد من كرتين بعيدتين أفقدتا الهلال اللقب المحبب لديه. في الدوري تلقى الهلال 14هدفا حتى الآن وهو رقم لم يعتاد عليه الهلالين خاصة مع وجود قلبي دفاع غير سعوديين هما البرازيلي ديقاو والكوري الجنوبي كواك. يعاني الهلال من مشكلة كبيرة في حراسة المرمى، إذا تجاوزت الكرة ديقاو وكوك فهي في الغالب هدفا، فالحارس عبدالله السديري ليس له تأثير حقيقي في صد الكرات، فهو يصد الكرات التي تكون في متناول يديه ويعجز عن التصدي للكرات التي تكون في الزوايا، وهو أمر كلف الهلالين 14 هدفا في الدوري وغالبيتها كرات يمكن أن يتصدى لها الحارس لو كان في مستوى أفضل من الذي كان عليه السديري. توقع كثير من الهلاليين أن يحجز خالد شراحيلي مكانه بين قوائم المرمى الأزرق فور انتهاء مدة الإيقاف التي تعرض لها لعامين بسبب تناوله مواد محظورة رياضيا، ولكن ما حدث هو أن عقوبة شراحيلي انتهت منذ شهرين ومازال خارج حسابات مدرب الهلال، يؤكد مدرب الحارس السابق بنادي الهلال على أن الحارس عبدالله السديري يرتكب أخطاء قاتلة ولكن لا يوجد أمام مدرب الهلال حلاً آخر غير الاعتماد عليه لعدم وجود حارس أفضل منه في الفريق حاليا، ويقول للرياضية :”يرتكب عبدالله السديري أخطاء كبيرة ولكنه يظل الأفضل بين حراس الهلال حاليا ولا حل للمدرب سوى الاعتماد عليه”. ويضيف :”قد يكون خالد شراحيلي الأقرب لمنافسته ولكن المدرب يرى أنه كان بعيدا عن جو المباريات لفترة طويلة وغير جاهز ليكون الحارس الأساسي، ولكن بشكل عام كلاهما متقاربين في المستوى، السديري قدم مستويات كبيرة في فترات سابقة ولكنه بات حاليا يرتكب الكثير من الأخطاء الكبيرة، وعموما مساوئ الفريق ينعكس بشكل عام على مستوى الحارس، كما أن خيار تغيير الحارس ليس خياراً سهلاً عند أي مدرب وهو عادة لا يتم إلا بسبب هبوط كبيرة في مستوى الحارس أو إصابته”. ويشدد القاسم الذي أشرف على تدريب عملاق الحراسة الآسيوية محمد الدعيع على أنه لا توجد خيارات كبيرة لدى مدرب الهلال، ويقول :” الأهم في كل ما يحدث في الهلال هو أنه لا توجد خيارات كبيرة لدى المدرب عند اختيار الحارس، فالسديري هو أفضل الموجودين، حتى من فهد الثنيان الذي كان التعاقد معه بـ20 مليون ريال قرارا غير صائب في الهلال وأنا قلت لهم ذلك عندما أستشاروني، قلت أن الثنيان لم يكون إضافة كبيرة لحراسة الهلال وهذا ماحدث”. ويعتقد القاسم الذي ترك تدريب الحارس في الهلال لعدم رغبة المدرب الروماني ريجي في وجود مدربين سعوديين معه أن الحارس محمد الواكد قد يكون خياراً جيداً ولكنه مازال صغير السن ويحتاج لكسب الخبرة، ويضيف :”يحتاج السديري لأن يبتعد قليلا لكي يحسن مستواه، والوحيد المؤهل ليكون مكانة هو خالد شراحيلي أما البقية فهم أقل من مستواه”. ويشدد مدرب حراس الهلال على أن مشكلة السديري هي في النواحي النفسية أكثر منها فنيا، ويقول :”السديري من النوع الذي يحتاج لمعاملة خاصة، كان في السابق يعاني من عدم الثقة في النفس ولكن حاليا بات يعاني من زيادة كبيرة الثقة لدرجة أنه يرواغ المهاجمين الخصوم داخل منطقة الجزاء، هو يحتاج لطريقة خاصة في التعامل ففي نهاية الأمر لا يوجد لدى مدرب الهلال أية خيارات أخرى لأنه ومع أخطاءه يظل أفضل الموجودين”. إعادة حسابات يؤكد مدرب الحراس السابق للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم علاء رواس على أنه من الضروري أن يبعد مدرب الهلال السديري حالياً ويمنح الفرصة لخالد شراحيلي أو فهد الثنيان لكي لا يُحرق السديري جماهيراً أكثر وليعطى الفرصة لكي يراجع حساباته، ويقول :”في بداية الموسم قدم عبدالله السديري مستويات جيدة ولكنه في المباريات الخمس أو الست الأخيرة عانى من تراجع كبير في مستواه وباتت الأهداف تدخل مرماه وكأنه غير موجود في المرمى، عندما لا يكون هناك بديل حقيقي للحارس فإن هذا ينعكس على مستواه لغياب المنافسة، ولكن بشكل عام السديري كان من أفضل الحراس في الموسم الماضي وبداية الموسم ولكن في الفترة الأخيرة صارت تدخل الأهداف في مرماه بسهولة بعد أن هبط مستواه كثيرا”. ويشدد رواس على أن هبوط مستوى السديري بهذا الشكل أمر مقلقل للفريق الهلالي، ويضيف :”الهلال فريق كبير وبحاجة لحارس يكون إضافة قوية لا مجرد حارس يقف في المرمى وكأنة صورة، هو بحاجة لحارس (يشيل) الفريق لا حارس يرتكب الأخطاء بهذا الشكل، في بعض المباريات وكأن لا وجود له”، ويتابع :”لابد أن يكون هناك بديل جاهز في الفريق وهذه مشكلة يتحملها مدرب الحراس ومدرب الفريق فلا يمكن الاعتماد على مدرب واحد فقط طوال الموسم، فلابد أن يعمل مدرب الحراس على حارسين ليكون الثاني جاهزا متى ما هبط مستوى الأخر”. ويشدد راوس على أهمية إبعاد السديري في الفترة المقبلة ومنح الفرصة لحارس أخر لكي يراجع السديري حساباته ولا يتم حرقه أمام الجمهور لو استمرت مستواه في الهبوط، ويضيف :”السديري بحاجة للراحة وأن تمنح الفرصة لخالد شراحيلي أو فهد الثنيان، وأنا شخصيا معجب بشراحيلي وأعتقد أنه لابد أن يأخذ الفرصة”، ويتابع :”بعض المدربين يتخوفون في تغيير الحارس وسط الموسم ولكن هذا الأمر غير صحيح ، فمتى ماهبط مستوى الحارس لابد من منح الفرصة للبديل، فمدرب الحراس الجيد لابد أن يجهز حارسين في وقت واحد”. 9 حراس .. لم ينجح أحد منذ اعتزال العملاق محمد الدعيع ومرمى الهلال يعاني، حتى مرمى المنتخب السعودي عجز عن توفير الحارس المثالي القادر على سد الفراغ الكبير الذي تركه الأسطورة، وبعد أن كان مرمى الهلال الأكثر قوة بات يعاني وتحول لمشكلة حقيقة تقلق أي مدرب، منذ يونيو 2010 والهلال لم يجد حارساً قادراً على ملئ الفرغ، فشل تسع حراس في فعل ذلك أو حتى الاقتراب منه، كانت البداية مع بديل الدعيع حسن العتيبي الذي صبر طولا حتى نال الفرصة ولكن بعد موسمين فقط قرر مدرب الهلال الفرنسي كومبوارية إبعاده ليعلن الحارس الأزرق الاعتزال إحتجاحا على قرار المدرب، وفي موسم 2012 توقع الهلاليين أن خالد شراحيلي سيكون الدعيع القادم ولكن بعد مستويات مميزة للحارس الشاب ارتكب حماقة كبيرة بتعاطيه مواد منشطة كانت نتيجتها إيقافه لعامين، وحتى بعد انتهاء الإيقاف مازال عاجزا عن الحصول على فرصة ثانية، سبع مباريات فقط شارك فيها شراحيلي كحارس أساسي أظهر خلالها قدرات جيدة، قبل أن يترك مكانه لعبدالله السديري الذي مثل الفريق أساسيا منذ موسم 2013 ولكنه كان يرتكب الأخطاء باستمرار فلم يحظى بثقة الهلاليين ولأن البديل الأخر للدعيع فهد الشمري القادم من الطائي لم يكن يملك ما يؤهله لحراسة مرمى الهلال فتم الاستغناء عنه لمصلحة الرائد. بعدها قررت الإدارة الهلالية التعاقد مع أكثر من مدرب فجلبت فايز السبيعي بأربع ملايين ريال ثم حسن شيعان بمليون ونص وأخيرا تعاقدات مع فهد الثنيان بـ20 مليون ريال، وقبل ذلك جددت تعاقدها مع حسن العتيبي وعبدالله شراحيلي وعبدالله السديري وفهد الشمري بمبالغ كبيرة أوصلت مادفعه الهلال لإيجاد بديل للدعيع لـ45 مليون ريال بلا فائدة. لعب السبيعي مع الهلال 15 مباراة كانت كافية لأن يكتشف الهلاليون أنه لن يقترب حتى من أن يكون الدعيع القادم، أما حسن شيعان الذي كان ينتظر الفرصة طويلا في الشباب فلم يجدها في الهلال أبدا. لعب شيعان مع الهلال أربع مباريات في ست أشهر، ولكن مصيرة كان مثل حارس الشباب الآخر إبراهيم زايد الذي لم يستفاد منه نهائيا، ومازال الهلاليون يأملون أن يسد حارس الفريق الأولمبي محمد الواكد بعض الفراغ.