قال رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية محمد محمود إن الجمعية تعمل على إقامة مركز إقليمي مشارك لتقديم شهادات البرامج الاحترافية للتدريب والتنميه البشرية من أجل رفع مستوى إدارات تنمية الموارد البشرية في المؤسسات البحرينية. وأوضح محمد محمود في لقاء مع «الوسط» أن المقر الجديد للجمعية في سند سيشكل «قفزة نوعية» في عمل الجمعية ويساعدها على تحقيق أهدافها الطموحة في دعم برامج التدريب، لافتاً إلى الانتهاء من أعمال هيكل (البناء الأسود) في المقر الجديد في منطقة سند في الوقت الذي تبحث فيه الجمعية عن الدعم المالي لاستكمال المبنى الذي تقدر تكاليفه الإجمالية بنحو نصف مليون دينار. وفي ظل الركود الاقتصادي دعا محمد محمود قادة المؤسسات والشركات البحرينية إلى إشراك الموظفين في وضع خطط تحسين الانتاجيه وخفض النفقات والتكاليف في الشركات في الوقت الذي تستضيف فيه البحرين في مارس/ آذار المقبل المؤتمر العالمي للاتحاد الدولي لمنظمات التدريب تحت عنوان «دروس من القادة». وقال محمد محمود في لقاء مع «الوسط» أن انخفاض اسعارالبترول ومعظم المعادن الرئيسية مع ارتفاع اسعار التكاليف التشغيلية وصعوبة بيئة الأعمال تفرض على الشركات استغلال افضل للموارد البشريه بمشاركتهم في خفض النفقات وتحقيق مستويات إنتاجية عالية. وأوضح المهندس محمد محمود، والذي شغل سابقاً منصب الرئيس التنفيذي للانتاج في شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، ورئيس لجنة خدمة المجتمع بالشركة، أن تجارب الشركات الناجحة في العالم في مجال خفض الإنفاق أثبت وجوب أشراك الموظفين في رسم خطط يحقق النجاح في تقليص التكاليف التشغيلية. وأكد محمد محمود إلى أن إعداد القيادات يبدأ من مراحل عمرية مبكرة، لافتاً إلى أن الجمعية خرجت أكثر من 200 متدرب من برنامج لتدريب القيادات الشابة من مراحل عمرية بدأت من 8 سنوات داعياً إلى تعميم التجربة في جميع مدارس المملكه. وفي مايلي نص اللقاء: تعتبر الجمعية من الجمعيات المتميزه للتدريب في البحرين ولكن ما هي طبيعة الأنشطة التي تقدمونها؟ - الجمعية بدأت نشاطها الفعلي في العام 1994 ومنذ ذلك الوقت ازداد نشاط الجمعية من حيث ازدياد العدد والتنوع في البرامج وهذا ادى الى ارتفاع عدد الأعضاء وأصبحت علاقتنا قوية مع المؤسسات والدوائر الحكومية وحالياً يبلغ عدد الأعضاء 1200 عضو معظهم يعملون في إدارات ودوائر الموارد البشرية في القطاعين العام والخاص. والجمعية كما تعرفون جمعية تطوعية غير ربحية ونشكر دعم المؤسسات والشركات لنا بتقديم الدعم وحث موظفيهم على المشاركة قي برامجنا وغايتنا في النهاية هو دعم الجهود الحكومية في تعزيز ورفع مستوى التنمية البشرية في مملكتنا الغالية. تركيز الجمعية هو أن يكون مركزا متميزا لتنمية الموارد البشرية في البحرين، ومن خلال هذه الاستراتيجية نقوم بعدة فعاليات دورية ذات قيمة اضافية من بينها فعالية «المجلس» والتي تقام كل أسبوعين مرة يتم فيه مناقشة أحد المواضيع المثارة المتعلقة بمهارات الادراية والقيادية وأمور تتعلق بقوانين العمل والعمال وهذه الفعالية تزيد من ترابط وتواصل الأعضاء واكتساب الخبرة، حيث يتم إصدار كتيب عن هذه المجالس وماتم نقاشة ويتم توزيعه على الشركات كدروس عملية. كما نقوم بتشجيع البحرينين لتقديم المحاضرات والورش التدريبية الشهرية وذلك لتبادل المعرفة مع اعضاء الجمعية. كما نقيم مؤتمرا كل ثلاثة أشهر لمدة يوم أو يومين، وخلال هذه المؤتمر يتم استقطاب أحد المتحدثين العالمين والذي يتم اختياره بعناية للحديث عن المواضيع الحديثة المتعلقة بالموارد البشرية وذلك على هيئة ورشة عمل. وتتميز الجمعية ببرامج القيادات الشابة والتي نقيمها للفئة العمريه من 8 الى 18 سنة. وبحكم روابطنا العالمية مع المنظمات الدولية مثل الاتحاد الدولي لمنظمات التنمية والتدريب (IFTDO) والاتحاد الآسيوي لمنظمات التدريب والتي لديها مؤتمر سنوي دولي، وبحكم شراكتنا نقوم بالمشاركة بهذه المؤتمرات بوفد بحريني كما نرشح متحدثين بحرينيين للمشاركة. كما نقوم ترشيح مؤسسات بحرينية أو أفراد للحصول على جوائزالتميز في هذه المؤتمرات العالميه والتي يتم منحها للمؤسسات أو الشخصيات القيادية المتميزة في الاداء، وحصول اية شركة في االبحرين على أحد هذه الجوائزالعالمية هومحل افتخار لنا جميعا فقد حصلت شركة البا العام 2110 على جائزة العمل الجماعي وكذلك شركة الخليج للبتروكيماويات على جائزة تنمية الموارد البشرية 2013 للاتحاد الدولي لمنظمات التنمية والتدريب، التي اتبعت أسلوبا تدريبيا وخرجت بنتائج جيدة. كما قمنا بترشيح وزير الطاقة عبدالحسين ميرزا لجائزة رجل اسيا لتنمية الموارد البشرية لعام 2013 للجائزة والتي فاز بها من المجلس الآسيوي لتنمية الموارد البشرية. الروابط الدولية مع المنظمات الدولية مهمة كما ذكرت، فما هي مجالات الاستفادة الأخرى للبحرين من هذه الروابط؟ - أقولها بكل فخر إن جمعية البحرين للتدريب لديها ممثلون بحرينيون في مجالس ادارة الاتحادات الدولية لمنظمات التدريب. وقد فازت الجمعية مؤخرا باستضافة مؤتمر لاتحاد الدولي لمنظمات التدريب العام المقبل في البحرين. يذكر ان هذا المؤتمر يقام كل عام في إحدى دول العالم التي يتم اختيارها في تصفية ومنافسة بين المترشحين من دول العالم، وسوف تقوم الجمعية بعقد هذا المؤتمر العالمي والذي يستقطب ما يزيد عن 600 مشارك من حول العالم في 23 إلى 27 مارس 2016 وبمشاركة العديد من كبار المتحدثين العالميين. ماهي الموضوعات التي سيركز عليها المؤتمر الذي ستستضيفة الجمعية في البحرين؟ - تم تشكيل لجنة مختصة للإعداد للمؤتمر وتم تحديد عنوان مميز لهذا المؤتمر وهو «دروس من القادة» وهي المرة الأولى التي يتم فيها عقد مؤتمر بهذه الطريقة، إذ جعلنا جميع المتحدثين كمتحدثين رئيسيين وهم من الرؤساء التنفيذيين والقادة العالميين. هل سيكون موضوع القيادة إذن الموضوع الرئيسي أمام المؤتمر العالمي في البحرين؟ - نعم، جميع أوراق العمل ستتمحور حول القيادة، فمن الأمور المهمة حالياً هي كيفية الحفاظ على الإنتاجية والربحية في الظروف الاقتصادية الصعبة والتحديات التي تواجهها معظم الشركات من حيث ارتفاع التكاليف التشغيلية، وهذا يتطلب وجود قيادة ذات رؤية استراتيجية وخطط عملية مشتركة تمنح فيها الموظفين مسئولية المشاركة الفعلية. ماهو دور الجمعية في تعزيز هذا القيادة؟ هل لديكم برامج تعنى بهذا الشأن؟ - الجمعية تقوم بتنظيم برامج تخصصية لإعداد القيادات الشابة من خلال هذه البرامج تستهدف فئتين عمريتين من 8 إلى 12 سنة ومن 12 و18 سنة، وتم تخريج ما يقارب 216 شابا وشابة. وفي هذه البرامج نركز على تنمية المهارت القيادية ومنها الثقة بالنفس وكيفة التواصل مع الآخرين واحترام الوقت والعمل ضمن فريق عمل وفن الاستماع والتفكير الابداعي والايجابي. ألا تعتقد أن عمر 8 سنوات مبكراً لإعداد القائد؟ - بالعكس، هذا هو السن المناسب لغرس بذور ومفاهيم القيادة الاساسية وتحمل المسئولية. وفي هذا العمر بالتحديد تكون درجة الاستيعاب عالية ومرونة تلقي المعلومة. ستستغرب عند حضورك للدورة من قدرة واداء هذه الفئة العمرية، فخلال أسابيع فقط تستطيع تلمس التغير في شخصية المشاركين من شخص متردد الشخصية الى شخص واثق ومؤثر في كلامه على الاخرين، وهو ما يبعث روح السعادة في قلوب أولياء الأمور. ولدينا قصص نجاح عديدة للمتخرجين من هذه الدورة، فالكثير منهم أصبح لديهم الثقة في النفس والمبادرة الايجابية للعمل التطوعي مما انعكس على ادائهم في البيت والمدرسة. ونتمنى التعاون مع وزارة التربية والتعليم بحيث يتم إدخال هذا البرنامج في المدارس. الجمعية بصدد انشاء مقر جديد للجمعية، كيف يمكن للمقر أن يضيف لعمل الجمعية مستقبلاً؟ - هذا المشروع سيكون مهما جداً للجمعية لأننا إذا أردنا أن نتميز فلا بد أن يكون لدينا مقر دائم ومجهز. استطاعت الجمعية بالتمويل الذاتي البدء في انشاء المرحلة الأولية للمقر الدائم، والمبنى حالياً جاهز من ناحية الهيكل واستنفدت الجمعية الموارد المالية المخصصة لهذا المشروع ولذلك شكلنا لجنة للمتابعة بهدف الحصول على المساهمات المالية من الشركات والمؤسسات والبنوك. 600 ألف دينار هي تكلفة المشروع بالكامل وتم صرف نحو 200 ألف دينار من التمويل الذاتي للجمعية في حين تبقت 400 ألف دينار لإنجاز وإكمال المشروع. المبنى مكون من طابقين سيتكون من مجلس و5 صفوف دراسة وقاعة محاضرات وقاعة لقاءات إلى جانب مرافق صحية، إذ يعتبر المقر مركزا متكاملا ونسعى لأن يتم إنجازه في مارس ليتم افتتاحه مع استضافة البحرين لمؤتمر الاتحاد الدولي. على مدى السنوات الماضية كم عدد الأعضاء أو المستفيدين من البرامج التي تقدمها الجمعية؟ - أستطيع الحديث عن ذلك بصورة أخرى، فمعظم أعضائنا والذين كانوا معنا في التسعينيات ستجدهم في الإدارات العليا في الشركات والمؤسسات في القطاعين الخاص والعام أو تجدهم يعملون كاستشاريين أو لديهم أعمالهم خاصة في التنمية البشرية. عندما تكون عضوا في الجمعية فهذا بحد ذاته يعطيك الدافعية لتطوير النفس والذي هو اللبنة الاولى للنجاح والتطور. ما هي أهمية مشروع الشهادات الاحترافية بحسب نظرتكم؟ - تهدف الجمعية بأن يكون المقر الجديد بمثابة صرح ومركز اقليمي متميز ومعتمد في التدريب والتنمية البشرية للمشاركة في اقامة دورات احترافية يتم من خلالها تأهيل العاملين في مجال الموارد البشرية والتدريب وذلك للحصول على شهادات احترافية معتمدة والتي نسعى ان نشمل فيها الموظفين في القطاعين الخاص والعام.