* يؤكد بعضهم أن مشكلة منفذ الخفجي ليست في الإمكانات بل في الإدارة، ومن بين التعليقات حول أداء الموظفين المطالبة بإخضاعهم لدورات تدريبية متخصصة في فنون مواجهة الجمهور ليس كل المديرين قادرين على استثمار الإمكانات المتاحة لهم بأفضل صورة، وليسوا جميعا يستطيعون حل المشكلات التي تعترض أعمالهم اليومية، وهم دون شك مختلفون في قدراتهم ومهاراتهم، ومتباينون في استشرافهم لمستقبل أعمالهم وفق رؤية واضحة. كان لتغريدة معالي المهندس محمد السويكت -رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية- عن قطار الخفجي صدى مفرح سرعان ما تلاشى لدى الخفجاويين بعد توضيح معاليه كما تلاشت أحلامهم بالمطار الذي يربطهم بأجزاء الوطن. حدثت -في رمضان الماضي- سرقة جهاز جوال من إحدى النساء الكبيرات بالقوة -وهي خارجة من صلاة التراويح- وقبل أيام حدثت سرقة لأحد المنازل، وتمكنت الشرطة من الوصول إلى الجناة في وقت قياسي، وقوبل ذلك بتعبير الخفجاويين عن تقديرهم لذلك الدور، وأثنوا على الأداء وأشادوا بالنجاح، ما يؤكد وعي المواطنين بأهمية الأمن، وقدرتهم على تمييز الأداء. وتردد اسم الخفجي -خلال الأسبوع الماضي- في مواقع التواصل الاجتماعي -خاصة تويتر- بعد مداهمة رجال هيئة الأمر بالمعروف بمساندة الشرطة أحد المساكن الذي تجمع فيه عمال آسيويون، فتباينت الأخبار -كالعادة- فمن قائل إنهم حولوا المكان لمعبد، وقائل إنهم حولوه لكنيسة، ولم يحصل الإعلاميون على تعليق للمتحدث الرسمي باسم الهيئة، وربما لم يأخذ الخبر بعداً كبيراً؛ لأنه جاء بعد حادثة الرياض! كان منفذ الخفجي يضرب بمستوى أدائه المثل -قبل تعميم التقنية وبعدها- لكنه بدأ يتراجع بشكل واضح، وظهرت الشكاوى المختلفة، وتكررت -خاصة ممن يتكرر سفرهم يومياً- ولا تزال ويزداد صعوبة في أوقات الذروة وأيام العطل والأعياد ومواسم الإجازات بشكل كبير، وهي حالة تستوجب سرعة البحث عن الأسباب. يشكو كثيرون من سوء التنظيم في المنفذ بل انعدامه -أحيانا- وتكدس أرتال السيارات بعشوائية كبيرة إذ يترك للمسافرين مهمة تنظيم أنفسهم في حلبة الفوضى الصغيرة بين كبائن الجوازات والبوابة الفاصلة كعنق الزجاجة حيث تلج مركباتهم إلى ساحة تفتيش الجمارك، وتتحول هذه الحلبة الصغيرة في بعض الأحيان إلى ميدان مصارعة بين السيارات تنتهي بإصابات طفيفة وخدوش، وتتسبب بارتفاع أصوات المسافرين، وقد يتطور الأمر إلى مناوشات بالأيدي، وربما تستخدم الأسلحة السوداء المرنة. إن منفذ الخفجي يعبره بشكل يومي موظفو الشركات البترولية العاملون في شطري المنطقة المقسومة إضافة إلى عدد من الطلاب والطالبات، وأعداد غفيرة من المعلمات اللاتي عبرن الحدود -خلال السنوات الأخيرة- بعد أن وجدن فرصة عمل لهن في مدارس وزارة التربية الكويتية. ينعم موظفو الشركات البترولية منذ عقود ببطاقات خاصة لهم ولمركباتهم للمرور بين شطري المنطقة المقسومة؛ لتسهيل مرورهم اليومي إلى أعمالهم، وكانت تلك البطاقات -في السابق- تحقق الغرض الذي وضعت من أجله، ولكنها في السنوات الأخيرة بدأت تفقد قيمتها، وتلاشت ميزاتها بسبب الإجراءات المتشددة التي أخذت إدارة المنفذ في تطبيقها، وهي إجراءات تخضع لتعقيدات غير مبررة بين فترة وأخرى تضع كثيراً من علامات التعجب والاستغراب! يؤكد بعضهم أن مشكلة منفذ الخفجي ليست في الإمكانات بل في الإدارة، ومن بين التعليقات حول أداء الموظفين المطالبة بإخضاعهم لدورات تدريبية متخصصة في فنون مواجهة الجمهور، ويعاني بعض المسافرين -أحيانا- من ترك الموظف مكانه فجأة، الأمر الذي يوقعهم في حيرة ويسبب لهم انزعاجاً شديداً، ويوقعهم في حرج كبير لعدم قدرتهم على تحويل مسارهم بعد أن أصبحوا ضمن رتل ممتد من السيارات، ولا يكون أمامهم من سبيل سوى النزول لاستكمال إجراءات الدخول من الكبائن الأخرى أو التوجه إلى مكتب الضابط المناوب. لا تزال المنطقة التي تسبق منفذ الخفجي تحتاج إلى تأهيل شامل، واهتمام بمنظرها العام باعتبارها واجهة للبلاد، وتستدعي وجود حاجز خرساني أو سياج حديدي في الجزيرة الواقعة بين الطريقين من أجل السلامة المرورية، أما المنطقة الفاصلة بين منفذ الخفجي ومنفذ النويصيب الكويتي فلا مبرر للمبالغة في تضييقها إلى الحد الذي يتعذر معه وقوف السيارة على جانب الطريق في بعض الأجزاء، بل يستحيل وصول سيارة الإسعاف لو استدعى الأمر في أيام الزحام الشديد، وسيساهم توسيعها على جانبي الطريق بعرض مائة متر في كل جانب على امتدادها الذي يقارب خمسة كيلو مترات، وإنارتها والاعتناء بها سيساهم في التخفيف من العبء على الناس. وقفة: يتغير أداء كثير من الإدارات بتغير المدير حيث يفرض الجديد رؤيته وطريقته المخالفة لسلفه -غالبا- من أجل التطوير والارتقاء بمستوى الأداء -في حال وجود قصور في النمط السابق- أو لمجرد إثبات الذي يقود إلى التراجع، وتدني الخدمات، وبروز المشكلات.