منال زايد فقد الوطن شخصية متميزة لن تتكرر، فقدنا الرجل العظيم والسياسي المحنك الراحل الأمير سعود الفيصل، الذي وافته المنية في هذا الشهر الفضيل وفي العشر الأواخر. رجل خط تاريخه وكتبه بالذهب، لما قدمه للإسلام والإنسانية. مواقفه نبيلة وقراراته حازمة ونظراته صارمة. رجل عاصر4 ملوك، اكتسب خبرة لاتُضاهى ويعتبر أقدم وزير خارجية في العالم، فقد تسلم منصب وزير الخارجية في عام 1975. يتقن عديدا من اللغات وينصت له الجميع بإتقان عند حديثه، فعباراته كالسهم تحمل كل صدق ولا يخشى لومة لائم، صنع هيبة المملكة بأعماله المشرفة وأقواله الحكيمة، يبحث دائماً عن السلام واستقرار الأمة الإسلامية، تعامل بحكمة سياسية مع الأزمات التي شهدتها بعض البلدان موخراً، واتخذ قرارات صائبة تصب في مصلحة الإسلام والإنسانية. تحدث عنه قادة دول العالم واتفقوا جميعهم على قوة وحكمة سعود الفيصل، فقد شرف المملكة في كثير من المواقف الحازمة، سلك طريق الدبلوماسية بوضوحه وصدقه وبنظرته الثاقبة لسياسات العالم، سيخلد تاريخ سعود الفيصل في الذاكرة، وستتحدث عنه الأجيال، فأقل مايمكننا أن نقدمه له هو الدعاء، فاللهم اغفر وارحم من أفنى عمره وصحته في خدمة دينه ووطنه، واجزه عنا وعن المسلمين خير الجزاء.