×
محافظة المنطقة الشرقية

«وارف» يختتم فعالياته الرمضانية بـمبادرة «عيال الخير»

صورة الخبر

يأتي رمضان بكل روحانيته وتفرده بالعبادة وأعمال الخير عن بقية الشهور فيفرض علينا شئنا أم أبينا التوقف أمام أنفسنا لنتساءل ما الذي سنقدمه من أعمال العبادات في هذا الشهر ومع الرغبة المعتملة في أنفسنا كمسلمين ببذل الجهد من أجل استغلال هذا الشهر للتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات نفاجأ بأننا أمام اختبار عسير تتصارع فيه النفس وسط مغريات الحياة وتطوراتها خاصة في مجال التقنية والتكنولوجيا حيث تأتي تقنية الاتصالات ببرامجها عبر الهواتف الذكية إحدى أكبر التحديات فيما سجلت مواقع التواصل الاجتماعي نموا وحضورا قويا في هذا الشهر الفضيل لم تتغير فيه عادات الناس لمحاولة كبح جماح رغباتهم بالتواجد فيه حتى في أشد الأوقات أو أكثرها انشغالا بالعبادة بما يشبه الإدمان بل أن استخدام هذه الوسائل يزداد في شهر رمضان المبارك، فبحسب تقرير أطلقته شركة توب TOP“ The Online Project” المتخصصة في وسائل الإعلام الاجتماعي بمنطقة الشرق الأوسط فإن استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية في دول الشرق الأوسط يزداد بنسبة 30% طوال أيام رمضان، وتقابله زيادة في عدد ساعات استخدام الفرد لوسائل التواصل الاجتماعي. التواصل في رمضان تقول إيمان الصغير أنها اعتادت التواجد في عدد من البرامج طوال الوقت تتواصل فيه مع صديقاتها من جهة وأقارب ومعارف من جهة أخرى بخلاف تواصلها مع أفراد عائلتها من الأبناء وهي ترى أنها ضرورية حتى في رمضان ولا تتوقع أنها ممكن أن تتوقف عنها كونها تبقيها على تواصل عائلي مهم بهم وبكل من يهمها أمرهم معتبرة أن ذلك نوع من صلة القربى تحتسب فيه الأجر لكنها في جانب آخر ترى أن مضمون التواصل ومواضيعه يأخذ شكلا مختلفا في رمضان تحاول فيه تجنب الخوض في المهاترات أو اللغو أو تبادل الموضوعات الخارجة عن الأدب أو الذوق أو ذات التوجهات المشبوهة بما في ذلك النكات والفكاهات غير اللائقة وتعتبر أن ذلك مما دأبت عليه منذ سنوات وتحاول أن تسير عليه حتى في غير رمضان درءاً للانفلات الذي كثر في مثل هذه المواقع. حضور الدعاة أما ندى العمر فترى أن مواقع التواصل الاجتماعي لا زالت تحظى بحضور كبير حتى في شهر رمضان بل أن البعض أصبح أكثر حضورا خاصة الدعاة والشباب الملتزمين انتهازا منهم للفرصة للنصح والارشاد على اعتبار أن الانسان يكون على استعداد لتلقي النصائح والتوجيهات في هذا الشهر طلبا للتقرب إلى الله وأن كثير من المتصلين يحاولون التكيف مع ما يتوجب عليه أن يكون في هذا الشهر من حسن أخلاق وتقوى وفي نهاية الأمر تكشف مواقع التواصل الاجتماعي حقيقة كل إنسان أمام نفسه وأمام الآخرين حتى في هذا الشهر لذلك لا ينبغي أن نستغرب أو نستنكر بعض التصرفات من المتصلين ففي النهاية كل يعبر عما هو عليه من توجه فكري وملامح شخصيته وبيئته وكل ما هو عليه. الاجتماع العائلي السيدة فاطمة صبر دأبت على فرض نظام معين على أبنائها وأحفادها عندما يتواجدون في أي اجتماع عائلي خاصة في بيتها بمنع وحظر استخدام برامج التواصل الاجتماعي عبر أجهزة الجوال خلال اللقاء بهم معتبرة أن ذلك من التجاوزات التي لا تقبل بها كونها تبعد المجتمعين عن التواصل الحقيقي بينهم فعليا أثناء الاجتماع ما عدا المكالمات الهاتفية الضرورية دون إطالة، وكانت تشتكي السيدة فاطمة من تجاوزات بعض أبنائها وبناتها من انغماسهم في تواصلهم المستمر خلال الاجتماعات العائلية بشكل لا نتذكر معه ما إذا حضر هذا الشخص أم لا وتذكر ان ذلك كان يثير انزعاجها وغيظها ويشعرها بحجم اللامبالاة التي أصبح عليها هذا الجيل. الوعظ والارشاد تماضر ابراهيم ترى أنه على الأسر أن تأخذ على عاتقها فرض تغيير عادات أفراد الأسرة من الأبناء وغيرهم من الكبار خاصة كالعمات والخالات في رمضان وجعل احترام هذا الشهر من أولوياتها وإعطاء رمضان القدسية التي يستحقها وذلك لأنه من عام لآخر أصبح الناس غير مبالين بالقيمة الدينية له وبالتالي انشغلوا عنه إلى ما هو أقل أهمية سواء بمواقع التواصل الاجتماعي أو بغيره. أما ندى موسى فترى أن الدعاة ورجال الدين عبر المنابر يشددون أحيانا على الشباب في الوعظ والإرشاد حول رمضان بشكل قد يشعرهم بالنفور وعدم الإقبال على الطاعات أو الحماس في البداية ومن ثم فتور الهمة فوجدوا في مواقع التواصل الاجتماعي قبولا لما هم عليه من حال وأن الكثير يشاركونهم أفكارهم حول العبادة في هذا الشهر والبعض وجد فيها أيضا ضالته بالسؤال والبحث عما يراوده من أسئلة وإشكاليات. مشاهير تويتر! عبدالله بن سعد طالب جامعي يرى أن انشغال الناس بمواقع التواصل الاجتماعي في رمضان أمر طبيعي كونهم يريدون التعرف على ما هو عليه حال المتابعين من الشخصيات المشهورة ويترقبون تعليقاتهم وأراؤهم حول القضايا الدينية والاجتماعية والسياسية المثيرة للجدل في رمضان كغيره من اشهر السنة وبالرغم من كل ما هو عليه هذا الشهر من قدسية وما يفترض أن يكون عليه الشخص من تفرغ للعبادة نجد أن كثير من الشخصيات المشهورة تتواجد وتتفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي الأمر الذي يشجع الناس على التواجد ومتابعة ما يحدث من ردود فعل في كل مرة. سارة الروقي ترى أن التوجه العام للناس في مواقع التواصل يقل بالعادة أو يأخذ توجها يتناسب وقدسية الشهر وهي بدورها كأم تحاول أن تبث في نفوس أبنائها الصغار والمراهقين قيمة وقدسية هذا الشهر وبالتالي التوقف عن تبادل كل ما هو غير لائق مما يجرح أو يسئ للصيام ويضيع الأجر مستنكرة استمرار البعض في تبادل رسائل نصية وصور وفيديوهات لا تليق بقدسية رمضان مشيرة إلى أن لكل جديد (هبّة كما يقال بالعامية) وأن التغيير يطال حياتنا شئنا أم أبينا وعليه لا بد لنا أن نتكيف ونتأقلم وفق ما تتطلبه قيمنا ومبادئ ديننا وعاداتنا الاجتماعية الأصيلة التي يجب أن نبقي عليها ولا نسمح بأي نوع من التطور أو التغير أن يجعلنا نتخلى عنها وخاصة ما يبقي منها على تواصلنا وترابطنا الاجتماعي والوطني أيضا. تجاوزات عالية عبدالعزيز ترى أن العيب ليس في ظهور مثل هذه البرامج الاجتماعية فهي مفيدة وقيمة من ناحية لكن تعامل الناس وتعاطيهم فيها يأخذ تجاوزات قد تعود لحالة الكبت أو الضغوط الاجتماعية والظروف النفسية التي يمر بها وفي رمضان تأخذ هذه المواقع توجهات تفكير الناس وتكشف ما هم عليه من حال سواء من تبادل النكات أو التعليقات وفيديوهات وغيرها من رسائل وبينما يفترض أن تتوائم مع ما هو عليه هذا الشهر من قدسية نلاحظ أن الكثيرين لا يتوانون عن الاستمرار في تبادل رسائل لا تليق مما يكشف مدى تدني مستوى الروحانية لديهم وإحساسهم بالشهر بما يضيع عليهم الفرصة في حصد الحسنات والأجر في هذا الشهر الفضيل.