سددت «طالبان» ضربة لمساعي الرئيس الافغاني حميد كارزاي فتح حوار مباشر معها، باغتيال الشيخ صدر الدين، حاكم اقليم آرشي في ولاية قندوز شمال افغانستان بتفجير انتحاري ادى ايضاً الى قتل حارسه الشخصي و8 مدنيين. وفجر الانتحاري حزاماً ناسفاً حمله وسط باحة مسجد في هذه المنطقة المحاذية للحدود مع طاجيكستان. وأوضحت الشرطة ان الهجوم الذي خلّف ايضاً 25 جريحاً إصابات بعضهم خطرة، نفِذ خلال مراسم جنازة شيخ قبلي، علماً ان الشيخ صدر الدين يشغل منصب حاكم منذ عام 2002، واضطلع بدور مهم في التصدي لحركة «طالبان». ويأتي الاغتيال غداة سلسلة هجمات للحركة حصدت أكثر من 30 قتيلاً، بينهم 15 شرطياً في ولاية فرح (غرب). وكثفت «طالبان» هجماتها هذا الأسبوع، مستهدفة مسؤولين وجماعات إغاثة تتعاون مع الحكومة وقوات أفغانية وأجنبية حتى في مناطق تعتبر مستقرة نسبياً. وأعدمت ستة رجال عملوا لحساب برنامج تنموي في ولاية هيرات (غرب)، احدى الولايات الأكثر استقراراً. وتزامن ذلك مع محاولات كارزاي اقناع الحركة بإجراء مفاوضات سلام، تهدف الى تثبيت الاستقرار مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نيسان (أبريل) 2014 والتي لا يسمح الدستور لكارزاي بخوضها، وكذلك مع اقتراب موعد انسحاب القسم الأكبر من قوات الحلف الأطلسي (ناتو) بحلول نهاية هذا العام. وقادت تلك المحاولات كارزاي الى زيارة إسلام آباد مطلع الاسبوع لاقناعها بالضغط على «طالبان». في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية مقتل 57 من مسلحي «طالبان»، في عمليات مشتركة حكومية واجنبية خلال الساعات الـ 24 الأخيرة في مناطق بغلان وقندوز وننغرهار وكابيسا وساريبول وغوزان وقندهار وهلمند. سياسياً، أعلن تحالف يضم أبرز الأحزاب المعارضة في افغانستان انه سيختار مرشحاً واحداً للانتخابات الرئاسية، فيما لم يسمِ كارزاي مرشحه لهذه الانتخابات. ويضم تحالف احزاب المعارضة، عبدالله عبدالله الذي نافس كارزاي في انتخابات 2009، وعطا محمد نور زعيم الحرب السابق وحاكم ولاية بلخ (شمال)، وعبد الرشيد دستم المقاتل الشيوعي السابق. ويشكل نسخة من «تحالف الشمال» الذي اطاح نظام «طالبان» بمساعدة الولايات المتحدة، اثر اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، إذ يتألف خصوصاً من طاجيك واوزبك وهزارة من دون ان يحظى بدعم البشتون، الاثنية الأكبر في البلاد. وكانت «طالبان» التي تستند الى قاعدتها من البشتون، أعلنت مقاطعتها الانتخابات الرئاسية، فيما أمل كارزاي هذا الاسبوع بعدم خوض عدد كبير من المرشحين الانتخابات لـ «تفادي بلبلة الناخبين». ويمكن ان يقدم المرشحون ملفاتهم الى اللجنة الانتخابية بدءاً من 16 ايلول (سبتمبر) المقبل.