بنا: ورحل سعود الفيصل.. قامة سياسية وعميد الدبلوماسية الخليجية والعربية بعد أن ساهم في صنع التاريخ، فقد كان له التأثير الكبير في تعزيز الدبلوماسية الخليجية لدى الغرب وصاحب آراء مؤثرة صنعت قرارات حاسمة في كثير من القضايا الإقليمية والدولية. رحل الفيصل.. عميد الدبلوماسية الخليجية والشاهد على التحولات الكبيرة في قضايا العصر تاركا وراءه سجلا حافلا بالمواقف المشرفة التي لا تنسى. فالبحرين لن تنسى مواقفه الداعمة لأمنها ودفاعه عن سيادة البحرين التي لطالما اعتبر أمنها جزءا لا يتجزأ من أمن المملكة العربية السعودية. وقد استذكر الإعلاميون والصحافيون مناقب الراحل الأمير سعود الفيصل داعين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، معربين عن أن الأمير الراحل كان قامة قل أن يجود الزمان بمثله. وقال رئيس تحرير جريدة البلاد رئيس جمعية الصحفيين مؤنس المردي: عندما نستذكر مآثر رجل قيادي كسعود الفيصل فإننا نتذكر مواقفه الكبيرة تجاه البحرين وضد كل من أراد بالبحرين سوءًا، مواقف مشرفة تصب في مصلحة البلاد والمنطقة بشكل عام. رجل لم يهب في قول كلمة الحق لومة لائم، وشخصية استثنائية حاضرة في وجدان كل البحرين، ولطالما كان يكرر أن أمن مملكة البحرين جزء لا يتجزأ من أمن المملكة العربية السعودية. وأضاف:لن أنسى خطابه في شرم الشيخ قبل أشهر، عندما رد على خطاب روسيا حول الأوضاع في سوريا، وخاطب روسيا قائلا (أنتم من تسبب في مأساة سوريا) وكان رحمه الله تعالى يترجم رؤية المملكة العربية السعودية في مختلف المواقف، ولم يحِد عن دعم القضايا العربية في جميع المحافل. من جانبها ذكرت الإعلامية والكاتبة سوسن الشاعر أن رحيل الأمير سعود الفيصل هو خسارة كبيرة للأمة العربية والاسلامية. وقالت: إن رحيل رجل ذي مواقف كبيرة مثل سعود الفيصل ليس خسارة للمملكة العربية السعودية فقط بل إنها خسارة للبحرين التي لن تنسى مواقفه الداعمة لها خاصة في ظل التهديدات التي كانت توجه للبحرين خلال الأزمة في 2011، فقد كانت كلماته كفيلة بزرع الطمأنينة والأمن والأمان في قلوبنا. مواقفه المدافعة عن البحرين لا تنسى، وكان يتصرف كما لو كان وزير خارجية البحرين، فقد كانت مصالح البحرين وأمنها وسيادتها بالنسبة لسعود الفيصل مسألة مصيرية ولا تقبل النقاش، وتعامل مع البحرين وكأنما هي في قلبه ووجدانه معربا بأن أمن البحرين جزء لا يتجزأ من أمن السعودية. وأضافت: شعب البحرين لن ينسى الفيصل، ولن ينسى مواقفه كما لن تنساه الشعوب العربية، خاصة في موقفه الداعم لمصر ولكثير من القضايا الإقليمية والعربية والإسلامية على حد سواء. من جهته، وصف يوسف البنخليل رئيس تحرير جريدة الوطن أن رحيل الأمير سعود الفيصل رحمه الله خسارة حقيقية للأمتين العربية والإسلامية ليس باعتباره عميد الدبلوماسية العربية، بل باعتباره أحد أبرع مهندسي السياسة الخارجية العرب. وقال: من الصعب أن يتم الحديث عن مكانة الفقيد الراحل أو إنجازاته، ولكننا ندرك جيداً معنى رحيل الأمير الفيصل، فهو فيصل وأسد الدبلوماسية العربية، عُرف عنه الدهاء والذكاء، وجمع الجدية والحسم، وبرع في القول والفعل فتبوأ مكانة دولية لا يعرفها إلا من يدرك دهاليز السياسة الخارجية في عالم يموج بالتحولات. أما الصحفية تمام أبوصافي فقد أشارت إلى أنه عميد الدبلوماسيين، رجل كان شاهداً على العصر بكل تفاصيله. وقالت: عندما نتحدث عن دبلوماسي مخضرم كانت له بصماته الواضحة في رسم خارطة الدبلوماسية الخليجية بشكل عام والسعودية بشكل خاص، لقد قدر للأمير الراحل ان يكون احد ابرز وجوه المشهد السياسي في الشرق الاوسط، حيث عاصر احداث هامة ابرزها الحرب الاهلية في لبنان وحرب العراق وايران وكذلك غزو الكويت وحرب التحرير واتفاق الطائف الذي جمع الفرقاء السياسيين وانهى سفك الدماء في لبنان. وأضافت: نفتقد اليوم شيخ الدبلوماسية العربية الذي كان له مواقف مشرفة من أزمة البحرين وهو موقف تاريخي لا يمكن ان تمحوه ذاكة البحرينيين كذلك مواقفه من الأزمة السورية وأحداث مصر وانتفاضات الربيع العربي والموقف الحازم من النفوذ الايراني واتذكر عندما سألوه عن حالته الصحية مؤخراً قال هي (كحال الأمة العربية) وهو وصف دقيق من وريث الدبلوماسية والخارجية السعودية عن والده الملك فيصل- رحمه الله- الذي كان وزير خارجية السعودية طويلا قبل ان يصبح ملكا.. لا نملك الا نسأل الله في هذه الايام المباركة ان يرحم الامير سعود الفيصل كرجل دافع عن المنطقة واستقرارها وحمل همومها وبقيت دوما مواقفه لخدمة الامة العربية والإسلامية. الإعلامية ورئيس قناة 55 الناطقة باللغة الإنجليزية عهدية أحمد وصفت رحيل سعود الفيصل بالخبر الحزين. وقالت: اليوم ينعى العالم بأسره عميد الدبلوماسية، الذي كان محل إعجاب وتقدير من الجميع لمواقفه الداعمة والمدافعة عن القضايا الإقليمية والعربية والإسلامية. سعود الفيصل كان نموذجا يحتذى به من قبل الدبلوماسيين في العالم كله، وليس على مستوى الدول العربية فحسب. فقد كرس حياته في سبيل تحقيق السلام والأمن للشعوب في دول الخليج وكافة دول العالم. لقد كان بحق فخرا للأمة العربية. واليوم خسرنا رجلا لا ينسى، ولن ننسى مواقفه المشرفة تجاه البحرين في السراء والضراء، فقد كان دائما إلى جانبنا، مدافعا عن أمن وأمان بلادنا التي اعتبرها جزءا لا يتجزأ من أمن المملكة العربية السعودية. وفي سياق متصل قال مشرف المراسلين بمركز الأخبار محمد بوعيدة: يتميز سعود الفيصل رحمه الله بالدبلوماسية الممزوجة بالحزم، وهذا ليس غريبا عليه، اذ من شابه اباه ما ظلم. استطاع بشخصيته القوية ان يجعل ليس الدبلوماسية السعودية فقط بل الدبلوماسية الخليجية بشكل عام، استطاع ان يجعلها رقما عالميا يحسب لها الف حساب. مواقفه الواضحة والقوية جعلت منه رجلا مهاب الجانب وذا كلمة مسموعة. سعود الفيصل قل الزمان ان يأتي بمثيله.