حوار : سميح الكايد .. أعرب سعادة السفير الصيني لدى الدوحة لي تشن عن سعادته الكبيرة لتعيينه سفيرا لبلاده في قطر التي وصفها بأنها الدولة الصديقة بشكل وثيق ولديها علاقات ممتازة مع الصين ولدى البلدين الصديقين تقارب في الآراء ووجهات النظر والمواقف إزاء العديد من القضايا الإقليمية أبرزها القضية الفلسطينية باعتبارها جوهر الصراع بالشرق الأوسط. وقال سعادة السفير في حوار أجرته معه الراية بمناسبة تعيينه سفيرا جديدا للصين لدى الدوحة إنه منذ وطأت قدماه أرض الدوحة قبل شهرين وهو يشعر بالارتياح خاصة أنه يعرف الدوحة منذ زمن حيث زارها عام 1995مؤكدا أنه سيبذل خلال فترة عمله كسفير قصارى جهده لتعزيز تواصل سير خط العلاقات الوطيدة بين البلدين الصديقين والآخذة بالتنامي بشكل سريع في مختلف المجالات لافتا الى أن اليوم التاسع من يوليو يصادف الذكرى الـ27 لتأسيس علاقات قوية بين قطر والصين. قطر والصين وأضاف سعادته: رغم أن العلاقات القطرية الصينية "شابة" نسبيا في تاريخ العلاقات ما بين الدول إلا أنها نمت وتعززت بشكل سريع وقوي حيث تربطنا مع قطر علاقات سياسية واقتصادية وثقافية وإعلامية وصحية وتعليمية وفي مجالات أخرى متعددة تتسم بالقوة والمتانة والتنامي. وفي معرض تناوله للعلاقات السياسية قال هناك ثقة سياسية متبادلة بين البلدين وهناك زيارات متبادلة بين القيادتين فقد زار سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الصين عام 1999 كما زار سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى الصين عام 2008 عندما كان وليا للعهد وقام في العام الماضي بزيارة رسمية لها لتتوج زيارته عهدا جديدا ونقلة نوعية في مسار علاقات البلدين إذ أعطت زيارة سموه للصين قوة ودفعة جديدة لعلاقات البلدين المتنامية على كافة المجالات والصعد وقد سبق أن قام الرئيس الصيني الحالي بزيارة قطر عام 2008 وكذلك رئيس الوزراء زار قطر عام 2012 وهذه الزيارات في المجمل العام تعكس رغبة القيادتين في الإبقاء على تنامي العلاقات التعاونية بين البلدين. شراكة استراتيجية وفي هذا السياق قال سعادة السفير تشين إنه خلال زيارة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى للصين في العام الماضي تم الإعلان في البلدين الصديقين عن إقامة شراكة استراتيجية وهي خطوة تشكل تحولا هاما وجديدا في مسار علاقات البلدين. وأشار في معرض تناوله العلاقات السياسية الى أن البلدين يوليان اهتماما بالقضايا الإقليمية وتنسيقا بين القيادتين بشأنها وتنسيقا في المواقف في المنابر الدولية فعلى سبيل المثال هناك توافق كبير وتنسيق ممتاز بين قطر والصين بشأن القضية الفلسطينية التي تحظى باهتمام ودعم ومساندة قطرية وصينية كما أن الصين تؤيد وتدعم مختلف مواقف قطر في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية في المحافل الدولية وذلك بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الإقليمي والدولي. تطور سريع ولفت الى أن علاقات البلدين تشهد تطورا سريعا وشاملا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1988إذ أن البلدين الصين وقطرلديهما مفهوم تنموي حضاري متقارب في إحراز التقدم والتطور وفقا لمعطيات العصر الحديث فبينما الصين تسعى الى بناء الحضارات الخمس السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والأيكولوجية ذات الخصائص الاشتراكية تعمل دولة قطر على تحقيق التنميات الأربع البشرية والاجتماعية والثقافية والبيئية المذكورة في "رؤية قطر، 2030" . وتتبادل الصين وقطر الدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الحيوية التي تهم الجانبين وتقدر الصين الدعم الثابت من الجانب القطري في قضية تايوان والمسائل المتعلقة بمنطقة التبت ومنطقة شينجيانغ ومكافحة الإرهاب علاقات الصداقة . وأضاف: شعرت بشكل أعمق بأن دولة قطر قيادة وشعبا تولي بالغ الاهتمام للعلاقات الثنائية وتأمل وتسعى الى زيادة التعرف على الصين ودفع عجلة التطورللعلاقات بين البلدين الى الأمام وإنني على ثقة تامة بأنه برعاية وتوجيهات القيادتين في البلدين الصديقين سوف تشهد علاقات الصداقة والتعاون بين الصين ودولة قطر تقدما جديدا ومستمرا في المستقبل، فإن الجانب الصيني مستعد لبذل الجهود المشتركة مع الجانب القطري على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة لتحقيق الأهداف التي تتوافق وتطلعات البلدين وشعبيهما. تبادل تجاري وتناول العلاقات الاقتصادية بين البلدين بالقول إن حجم التبادل التجاري بلغ في العام الماضي 2014 عشرة مليارات وستمائة مليون دولار أمريكي وقطر هي أكبر مصدر للغاز المسال للصين كما أن هناك تعاونا ماليا بين البلدين إذ يوجد لبنكي الدوحة وقطر الوطني مكاتب في الصين فيما فتح بنك الصناعة والتجارة الصيني فرعا له بالدوحة في أبريل الماضي وهناك مقاصة للعملة الصينية في الدوحة وهي الأولى بالمنطقة وهذا سهل العمليات التجارية والاستثمارية بين البلدين ووضع إطارا لحماية الاستثمار ومنع الازدواج الضريبي. وهناك لجنة مشتركة بين البلدين وعمليات استثمار متزايدة كما أن الخطوط الجوية القطرية تقوم بتسيير رحلات الى ست مدن صينية بواقع أكثر من 30 رحلة أسبوعيا. تعاون ثقافي وعلى صعيد التعاون الإعلامي والثقافي قال هناك مكتب لقناة الجزيرة في الصين كما أن وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا لها مكتب بالدوحة كما أن هناك مكتبا للإذاعة الصينية الدولية، ولدى البلدين اهتمام كبير بتطوير المجال الثقافي في علاقاتهما وهناك تبادل ثقافي متميز بين البلدين وقد اتفق البلدان على إحياء السنة الثقافية الصينية القطرية عام 2016 وستكون هذه مناسبة أخرى لزيادة تعزيز علاقات البلدين وينتظر تنظيم سلسلة فعاليات ثقافية صينية بالدوحة هذا العام. نهضة قطر وأعرب سعادة السفير عن إعجابه بالنهضة التنموية الشاملة التي تشهدها قطر على كافة الصعد قائلا إن هذا التطور يتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030 فقطر رغم أنها دولة صغيرة المساحة إلا انها كبيرة في الطموحات وكثيرة الإنجازات. وأعرب عن تفاؤله الكبير بمستقبل علاقات التعاون بين قطر والصين لافتا الى أن هناك رغبة كبيرة لدى الجانبين بتعزيز هذه العلاقات حيث إن دولة قطر من أوائل الدول التي دعمت فكرة الرئيس الصيني القائمة على إعادة إحياء طريق الحرير البري والبحري وهذا من شأنه تعزيز المساعدة على إيجاد فرص أكبر للتعاون المثمر والبناء بين البلدين بشكل عملي خاصة أن قطر شاركت كعضو مؤسس للبنك الآسيوي الاستثماري. مسلمو شيشيانج وعن علاقة الصين بالعالم العربي، قال سعادة السفير بأنها علاقات قوية وممتازة وتاريخية مع بعض الدول العربية والإسلامية. وحول ما تناولته وسائل الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية عن منع المسلمين في إقليم شيانج من أداء الصلاة، أكد السفير الصيني لي تشين أنها أخبارعارية من الصحة ومغرضة تروجها وفقا لما قاله مجموعات إرهابية في الإقليم من قومية "الأويغور" وفقا لأجندات خارجية بهدف الانفصال عن الإقليم. وقال في هذا السياق إنه لايمكن أن يتم منع المسلمين كما أشارت وسائل الإعلام والسبب يكمن في أن الدستور الصيني كفل حرية العبادات والأديان لكل المواطنين فهناك ضمان دستوري ومنعهم يعني مخالفة الدستور وهذا لايعقل. وأضاف:إن هذا الإقليم الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام يوجد فيه أكثر من 25 ألف مسجد وأكثر من 30 ألف إمام وعالم وخطيب مسلم ولهذا الإقليم إدارة حكم ذاتي فكيف يمكن أن يتم منع المصلين فيه من الصلاة ولماذا بالذات مسلمي هذا الإقليم ، في الحقيقة هذا كله يعكس عدم صحة تلك الأنباء التي يروجها مجموعة قليلة جدا من الإرهابين في الإقليم بهدف الانفصال.