هناك تعريفات للمعارضة السياسية لا أعتقد تنطبق أيٍ منها على من يطلقون على أنفسهم عندنا بالمعارضة ، فبعضهم لا لون و لا فكر و لا أنتماء لحزب أو تجمع أو تنظيم يصح أن نسميه بتنظيم سياسي على أساس القواعد الحزبية ، بغض النظر ما أذا كان الحزب أو التنظيم مرخصاً أو غير ذلك ، مثل هؤلاء يصح أن نقول عنهم "مع الخيل يا شقرا" موضة المعارضة التي نشطت في خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية أنتهت بجلسة ربع في ديوانية و شرب أستكانات الشاي و التحلطم و تكرار الكلام البايت اللي فات زمانه ... الدعوة للمصالحة ...؟؟! لا أحد يعترض على المصالحة الوطنية ، و لكن السؤال مصالحة من مع من ؟؟!! هل المطلوب مصالحة النظام مع حفنة من الفوضويين و الغوغاء الذين أحتلوا الساحات و الشوارع و مارسوا التحطيم و التعرض للأمنين و السب و أطلاق الألفاظ النابية و الشتيمة و الأتهامات الباطلة ، هل هذه هي المعارضة الوطنية العاقلة المتوخاة حمل رسالة و أهدافاً وطنية و تنموية و تقدمية ، معارضة تجمع لا تفرق ، تبني لا تهدم ، معارضة بلا عنصرية او عصبية طائفية و قبلية ، معارضة ترى المواطنين كلهم واحد ، كويتيون أولاً و كويتيون آخراً ، المعارضة فشلت لانها لم تكن معارضة على أسأس وطني ، و إنما كانوا حفنة من الأنانيين الذين جمعتهم المصلحة و فرقتهم الأهواء ...!!! الكويت لا تحتاج للمعارضة و لكن تحتاج للمخلصين ، و تجربة المعارضة كانت فاشلة ، منذ الخمسينيات من القرن الماضي و نحن نسمع و نقرأ و نصفق للمعارضة ، و لم نجد منهم غير ركوب المصلحة و تضخيم الذوات ، ماذا حققت المعارضة للكويت من تنمية من تقدم من تلاحم من التمسك بالوحدة الوطنية ، و أزالة العنصريات و النعرات القبلية و الطائفية و الفئوية ، نعم هناك معارضون مخلصون ووطنيون و لكن هؤلاء قلة قليلة لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليدالواحدة ، و هؤلاء عجزوا تحقيق أي منجز في ظل الأكثرية الباحثة عن مصلحتها ...!! الدعوة للمصلحة لا بأس خصوصاً في هذا الظرف العصيب ، و لكن على المعارضة أن تعترف بأخطائها ، و إنها كانت من أسباب توقف عجلة الحياة السياسية و الانتكاسات التي عصفت بالبلاد ... مرة اخرى نقول الدعوة للمصالحة مطلوبة و لا خلاف عليها و لكن على المعارضة ، أذا كانت معارضة ، أن تأتي بروح جديدة و بعقلية جديدة ، و أن تعترف أنها أخطأت و عليها هي أن تبادر للأعتذار للشعب الكويتي على أخطائها ... حسن علي كرم