قبل عام واحد فقط، تلقى المنتخب البرازيلي لكرة القدم واحدة من أقوى الصدمات في تاريخه إن لم تكن أقواها على الاطلاق، حيث مني الفريق بهزيمة ثقيلة 1-7 أمام نظيره الألماني في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، وبعد مرور عام كامل، تبين للجميع أن محاولة الفريق لاستعادة الاتزان باءت بالفشل بل ويبدو أنه من الصعب على الفريق أن يتخلص من هذا الكابوس سريعا. وفي أول اختبار رسمي يخوضه الفريق بعد هذا السقوط المهين في المونديال البرازيلي، تعرض راقصو السامبا للطمة جديدة بالخروج المبكر من دور الثمانية لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي اختتمت مؤخرا في تشيلي، وأصبح البلد، الذي يشتهر بتصديره المواهب الكروية إلى كل مكان وخاصة الأندية الأوروبية الكبيرة ، في حالة ترنح حيث يبحث عن هويته الكروية وكبريائه في عالم الساحرة المستديرة. وكتب الناقد الرياضي باولو كالسادي ، في مقاله بصحيفة (أوستادو دي ساو باولو) البرازيلية، (عيد ميلاد سعيد 7 -1)، وأعرب كالسادي عن حزنه وأسفه قائلا: عام واحد بعد المهانة التي تعرض لها الفريق في كأس العالم، تمزقت كرتنا فنيا واقتصاديا، طائرة الفريق لم تقلع في كوبا أمريكا وأعمدة البطولة البرازيلية ترتكز على رمال متحركة، إنه أمر لا يصدق. واشتهرت الهزيمة 1-7 أمام ألمانيا في المربع الذهبي لكوبا أمريكا بلقب "مينيرازو" نسبة لإقامتها على استاد "مينيراو" وكانت هذه الهزيمة قاسية للدرجة التي تفوق هزيمة المنتخب البرازيلي أمام أوروجواي في المباراة الختامية لمونديال 1950 بالبرازيل والتي أطلق عليها لقب "ماراكانازو" نسبة لإقامتها على استاد "ماراكانا" العريق. وكان أول رد فعل للاتحاد البرازيلي للعبة بعد فضيحة المينيرازو هو إقالة المدرب لويز فيليبي سكولاري من تدريب الفريق ولكنه أثار الجدل بالتعاقد مع المدرب كارلوس دونجا الذي سبق لسمعته التدريبية أن تلطخت بالخروج المبكر مع الفريق من دور الثمانية في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. ورغم الانتقادات والتشكيك في إمكانياته التدريبية وقدرته على انتشال الفريق من عثرته، منح دونجا بعض الأمل لجماهير السامبا قبل مشاركة الفريق في كوبا أمريكا بقيادة الفريق للفوز في جميع المباريات العشر الودية التي خاضها الفريق منذ تولي دونغا وحتى مشاركته في كوبا أمريكا 2015 ولكن دونغا الفائز مع المنتخب البرازيلي كقائد للفريق بلقب كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة لم يحقق نفس النجاح في أول اختبار رسمي له في فترته الثانية مع راقصي السامبا. وأوضح كالسادي: فشل الفريق في كوبا أمريكا كان بمثابة الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة التي تكشف عن الألم في الجسم.