تقلّبت كارلي فيورينا في مواقع كثيرة، قبل أن تدخل إلى عوالم السياسة الأميركية. كانت مستشارة في الحملة الرئاسية للمرشح الجمهوري جون ماكين في مواجهة المرشح الديمقراطي (حينها) باراك أوباما، في العام 2008. وكذلك خاضت غمار الانتخابات التشريعية في كاليفورنيا، على رغم عدم فوزها. ولم تتمكّن في العام 2010 من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لها لمواجهة باراك أوباما. ولم يفت ذلك في عضدها، بل أنها اغتنمت الأجواء المتولّدة من بروز ترشيح هيلاري كلينتون للرئاسة، كي تدفع مجدداً بملف ترشحها للرئاسة الأميركية في العام المقبل. وهناك في الحزب الجمهوري من يعتقد أن النساء يشكّلن مركز الثقل فعليّاً في معركة كلينتون. وعلى رغم أن كلينتون تملك شعبية واسعة بين الفئات الإجتماعية الموالية تقليدياً للحزب الديموقراطي (الأفارقة الأميركيون، الإثنيات الآتية من أميركا اللاتينية، المتحدرون من أصول صينية ويابانية وشرق آسيوية، والمثليون جنسياً)، إلا أنها لن تصنع الفارق، وِفق أصحاب ذلك الرأي، إذا استجابت نساء أميركا بشكل واسع لها، ورأين فيها صورتهن في القرن 21. في ذلك المعنى، تظهر مرشّحتان للحزب الجمهوري: سارة بيلين التي تعاني من نفور أميركي- شبابي من تطرّفها وانتمائها إلى التيار المتشدّد في «حزب الشاي»، و...فيورينا التي يزيّن هالاتها أنها تأتي من «وادي السيليكون» الذي أصبح أيقونة التقدّم والابتكار الأميركي حاضراً. عندما فاز باراك أوباما برئاسته الأولى، وُصِف على نطاق واسع بأنه كان «مرشح الانترنت» بسبب الدعم الواسع الذي قدّمه له شبيبة أميركا عبر تلك الشبكة، واعتماده الكثيف على «يوتيوب» في حملته الانتخابية، واستفادته المبكرّة من شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها. وحاضراً، أنشأت فيورينا موقعاً مخصّصاً لحملتها الانتخابيّة يرفع شعارها «إمكانات جديدة وقيادة حقيقية». ويتّصل الموقع بصفحات التواصل الاجتماعي لفيورينا على «فايسبوك» و»تويتر». ويتباهى الموقع بما حققته فيورينا في المعلوماتية والاتصالات. ويخاطب عقلية شبه شعبوية، بقوله أن أم فيورينا أوصتها بما يلي: «ما أنتِ عليه هو هبة الله لك، ما تصنعينه بنفسك لنفسك هو هبتك إلى الله». ويغازل الشعار عقلية «قيم العائلة» التي صعدت في أميركا منذ رئاسة رونالد ريغان في الهزيع الأخير من القرن الماضي. هل تصنع المعلوماتية الفارق مرّة أخرى، وتساند تلك الـ «أنتي- سندريللا» الآتية من قلب عوالم المعلوماتية، فتوصل حصانها الذي تقوده بنفسها إلى البيت الأبيض؟