قال د.محمد بن سعيد الكندي وزير البيئة والمياه السابق: تتجدد ذكرى الغياب الأليم لمؤسس الإمارات المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، لتعيد إلى الأذهان، ما قام به الراحل الكبير من عطاءات خير يصعب حصرها في هذه العجالة نظراً إلى اتساع رقعتها على امتداد الإمارات وصولاً إلى أكثر بقاع المعمورة، فعلى الرغم من سنين الغياب الحادي عشر إلا أن سيرته العطرة لا تزال تعبق بها الأمكنة والتواريخ، بعد أن حصد حباً جماً يزداد رسوخاً في ذاكرة بشر وأرض ووطن. إن ما كرسه المغفور له الشيخ زايد من نهج ورؤى لم تزل ترصع جبين الدولة، تجعل من ذكراه مناسبة وطنية وليست تأبينية، حيث نستعيد فيها ما خطّه شيخنا الجليل في كتاب الدولة من أحلام وطموحات وإنجازات جعلت الإمارات مضرباً بهياً للأمثال بين الشعوب، عبر رجل علّمته الصحراء النظرة الصافية والثاقبة لمواجهة المحن والشدائد. وأضاف لقد أرسى الشيخ زايد، رحمه الله، في الإمارات دعائم مشروع حضاري متكامل محوره الإنسان ينطلق منه وينتهي إليه، مشروع حضاري متوازن في أسسه ومقوماته متطور في أهدافه ومراميه شامل في أبعاده ومقاصده، مشروع يستمد متانته من العمق الحضاري الكبير للإمارات وموروثها الإنساني الخالد الحافل بالأمجاد، مشروع حضاري متأصل في بيئته ومحيطه يصل الماضي بالحاضر في تناغم وانسجام ينهل من ينابيع الحداثة وينفتح على قيم الحضارة المعاصرة ويواكب ركبها وتطورها ويضيف إلى تراث الإنسانية ويتعاطى مع مشاغلها من موقف الشريك الفاعل.