أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) قطعوا رأس مقاتل مناهض للرئيس بشار الأسد من طريق الخطأ لاعتقادهم أنه مقاتل شيعي عراقي موالٍ للنظام السوري، في وقت تحدثت مصادر عن اصدار «داعش» جريدة ناطقة باسم «الدولة الإسلامية» في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال البلاد وشمالها الشرقي. وبث «المرصد» فيديو أظهر مقاتلين، يحمل أحدهما رأس شخص، موضحاً: «تبيّن أن المقاتل الذي قطعت رأسه الدولة الإسلامية في العراق والشام هو مقاتل من كتيبة سورية مقاتلة وليس مقاتلاً شيعياً عراقياً موالياً للنظام». وأضاف: «ان الأمر التبس على مقاتل الدولة الإسلامية الذي سمع المقاتل الجريح يتحدث تحت تأثير التخدير ويقول يا علي ويا حسين. وأُصيب المقاتل بجروح خلال اشتباكات قرب اللواء 80 مع مقاتلين من لواء ابو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات سورية وأجنبية وضباط من حزب الله اللبناني وكانوا دائماً ينادون يا حسين ويا علي». ومضى يقول: «هذا كان آخر ما سمعه قبل إصابته في الاشتباكات فتحدث به تحت تأثير التخدير. وتحدث أحد المقاتلين من الدولة الإسلامية عن أن المقتول هو مقاتل عراقي شيعي متطوع في صفوف القوات الموالية للنظام وذلك أمام حشد من الشبان من بينهم نشطاء من المرصد السوري لحقوق الإنسان». ويبدو أن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بدأت تهتم بالحضور في الساحة الإعلامية، بالتزامن مع حضورها الميداني في سورية، لا سيما ضمن مناطق الشمال. فقد أصدرت «داعش» العدد صفر من صحيفتها الأسبوعية «سنا الشام»، حيث وزعت في بعض مناطق شمال سورية وشمالها الشرقي. وتضمنت مقابلة مع «الأمير العسكري» للتنظيم «عمر الشيشاني». وأفاد موقع «زمان الوصل» الالكتروني المعارض أن الجريدة أفردت صفحتين من صفحاتها الثماني لتغطية المواجهات بين «داعش» و «لواء عاصفة الشمال» مع اتهامات لهذا الفصيل التابع لـ «الجيش الحر» بـ «العمالة لأميركا». وتضمن العدد، وفق «زمان الوصل»، مقابلة مع «عمر الشيشاني» الذي قال إن «النزاع» بين «داعش» و «النصرة» كان أحد أسباب سيطرة قوات النظام السوري على مدينة السفيرة في ريف حلب قبل اسبوعين. وأوضح «عمر الشيشاني» انه جاء الى سورية في آذار (مارس) العام الماضي «وفاء بوعد قطعه على نفسه عندما كان معتقلاً في جورجيا، بأن يجاهد في سبيل الله حال خروجه من السجن»، كاشفاً أنه لم يكن ينوي القدوم إلى سورية في بداية الأمر، بل عزم التوجه إلى اليمن، «لكن الله لم ينعم عليّ بذلك» أي بدخول اليمن، فاتجه إلى سورية. وقال إن لدى «داعش» من دون غيرها «مشروعاً حقيقياً وناجحاً لبناء دولة إسلامية على منهاج النبوة». وتابع: «ليس بيننا وبين الجيش الحر أي مشكلة، ولا مصلحة لنا في قتالهم ما لم يعتدوا على عقيدتنا وديننا، ولكن إن اعتدوا على ديننا فلن نسمح لهم»، نافياً أن يكون مقاتلو «الدولة الاسلامية» تركوا مواجهة قوات النظام السوري. إلى ذلك، قال نشطاء إن كثيراً من زملائهم بدأوا بمغادرة مدينة الرقة في شمال شرقي البلاد وان عشرات الجمعيات المدنية أغلقت أبوابها هرباً من الخطف من مقاتلي «داعش». وأوضح أحدهم: «هل صدفة أن النشطاء الذين يخطفون هم معارضون للنظام؟»، لافتاً إلى أن التصوير بات ممنوعاً في الرقة وإلى أن الكنسية قرب حديقة الرشيد في المدينة رفعت عليها راية تنظيم «القاعدة» وتحولت الى مركز دعوي للتنظيم. وكانت الرقة المدينة الوحيدة التي خضعت لسيطرة مقاتلي المعارضة في آذار (مارس) الماضي، قبل أن يسيطر عليها مقاتلو «داعش».