اتفق مثقفون على أن الإرهاب يلغي كل الأعراف والقيم الأخلاقية الدينية والاجتماعية والإنسانية كونه قائما على فكرة القتل والتدمير والظلام والفتك والانتقام من الحياة والأحياء بذرائع ومبررات ذاتية وشخصية يحاولون إلباسها لبوسا دينيا، وأكدوا لـ «عكاظ» أن الإرهابيين لم يراعوا حرمة للدماء ولا مكانة الزمان (شهر رمضان) ولا قداسة المكان (الجوامع والمساجد) كما أنهم لم يحترموا عصمة دم الإنسان أيا كان دينه أو مذهبه، وتساءل القاص والمسرحي محمد ربيع الغامدي كيف نطلب من مجرم ألا ينتهك حرمة ما، سواء كانت حرمة إنسان أو حرمة زمان أو مكان ؟ ويجيب بأن المجرم لا يعبأ بتلك الحرمات نهائيا، إنما يعبأ بها الشرفاء، أصحاب الرسالة الذين اضطروا لخوض غمار الحرب مع كامل التقدير للحرمات التي يذودون عنها، إذ تلك أخلاقيات الحرب التي تعلموها والتي كرست لها الديانات السماوية ونظمت لها الشرائع الربانية، أما القاتل والسارق والزاني وسائر أرباب الإجرام وأصحاب السوابق فلا يرجى منهم ذلك، ويذهب الشاعر والإعلامي حبيب محمود إلى أن الإرهابي الذي يؤسس تفكيره على تكفير الناس يرى نفسه بوصفه صاحب مشيئة وإرادة لقتل الناس مستبعدا أن الله وحده هو صاحب المشيئة المطلقة في إحياء الناس وإماتتهم وهو لم يخول أحدا من عباده بمن فيهم الأنبياء إماتة أحد من الناس إلا عبر تشريعات مقيدة، وأضاف أن الإرهابي يتخلى عن هذا التقييد، مانحا نفسه حق إماتة الناس طبقا لحساباته التكفيرية هو، كونه لا فرق عنده بين قتلهم في مسجد، أو سوق، أو في إدارة حكومية، أو منزل فالهدف ــ عنده ــ يتمثل في ممارسة حق مطلق في القتل بناء على ما يراه مخالفا دون تفريق بين مسالم ومحارب ولا مراعاة لوطن دون وطن ولا احترام لمختلف في مذهب أو تفكير، ويؤكد الكاتب الدكتور عبدالله الكعيد أن حرمة الإنسان آخر ما يحرك مشاعر أولئك الوحوش والدليل التفنن في ازهاق أرواح من يقع في أيديهم من بشر بصرف النظر عن أديانهم أو مذاهبهم أو أعراقهم، ولفت إلى أن الإرهابيين سجلوا السبق في اختراع أساليب القتل كالحرق أحياء والاغراق البطيء وتشريك الرقاب بالمتفجرات هذا غير نصيب المرأة العزلاء مسلوبة الحيل والحيلة من وحشيتهم كالاغتصاب وإلغاء بشريتها ومعاملتها كالبضاعة تباع وتشترى ناهيك عن الأطفال والعجائز فقد نالهم نصيب من انتهاك لبشريتهم، وأضاف أما الزمان فلا يعني لهؤلاء المرتزقة أي شيء فتتساوى عندهم الأشهر الحرم مع بقية الشهور ورمضان كشعبان وعيد المسلمين الجمعة مع عيد اليهود والمسيحيين كلها تتساوى، وتساءل هل سمعتم بضبع يعف عن مهاجمة فريسته بسبب حرمة الزمان؟. وأوضح أن المكان سواء كان جامعا أو كنيسة أو معبدا يعتبره أولئك الأوباش ميدان حرب يجوز فيه القتال من طرفهم فالراكع الساجد والمتعبد الخاشع عدو في نظرهم يحل قتله بأي طريقة وهذا هو ديدن التوحش والوحوش، ويؤكد القاص عبدالسلام الحميد أن الإرهابيين يسيرون على خطى أسلافهم الخوارج الذين لا يراعون حرمة لدم ولا قدسية زمان ولا مكان، إذ يبحثون عن أثمن ما لدينا وأهم ما يجمعنا متمثلا في بيوت الله (الجوامع) فيهاجمونها ويروعون المصلين فيها سواء كانوا سنة أو شيعة أو من داخل البلاد أم من خارجها، فالغاية الحمقاء تبرر الوسائل الشريرة والنكراء، فبطون الكتب ملأى بجرائمهم الفظيعة، وسأل الله أن يحمي بلادنا وشعبنا وينصر رجال أمننا عليهم.