ركزت صحف إسرائيل جل اهتماماتها اليوم على ما يجري في سيناء وما رأته دنو الخطر إلى حدودها، داعية إسرائيل لمراجعة سياستها لحماية أمن الإسرائيليين ولو بقتل "الإرهابيين" وهم صغار، كما عرّجت على غزو المستوطنين أراضي أمنية تحيط بالمستوطنات. وبشأن تنظيم الدولة الإسلامية وعملياته في سيناء، كتب إيتان هابر في يديعوت تحت عنوان "داعش في المحيط.. استباق المرض بالعلاج"، محذّرا من ما سماه "الخطر الذي يكمن لنا في الزمن القريب، وخاصة من جهة مصر وشبه جزيرة سيناء". وطالب الكاتب إسرائيل والجيش الإسرائيلي بأن يجدا كل سبيل ووسيلة للحفاظ على حياة مواطني الدولة، داعيا صراحة لقتل من يصفهم بالإرهابيين وهم لا يزالون صغارا، مستشهدا بما جرى في حروب سابقة راح ضحيتها آلاف المدنيين بينهم أطفال. " قائد سلاح البحرية سابقا اليعيزر (تشايني) مرون: التصدي لخلايا الإرهاب في سيناء يستدعي أولا وقبل كل شيء التعاون مع مصر، معتبرا أن التعاون الاستخباري مع إسرائيل هو أداة أخرى ستسمح للقوات المصرية بالعمل ضد الإرهاب " تقويم الوضع وفي سياق متصل دعا قائد سلاح البحرية سابقا اليعيزر (تشايني) مرون، في صحيفة معاريف إسرائيل إلى إعادة تقويم الوضع في ظل الواقع الجديد الذي توجد فيه قوات الدولة الإسلامية على حدود إسرائيل وتهدد سيادتها ومواطنيها. وأضاف أن التصدي لخلايا الإرهاب في سيناء يستدعي أولا وقبل كل شيء التعاون مع مصر، معتبرا أن التعاون الاستخباري مع إسرائيل هو أداة أخرى ستسمح للقوات المصرية بالعمل ضد الإرهاب. وتعقيبا على الهجمات التي هزت مواقع عسكرية بسيناء، أكّد مراسل صحيفة هآرتس تسفي برئيل أنه لا أحد يعرف كم من "الإرهابيين" شاركوا في الهجمات، كما يصعب تقدير عددهم في جميع أنحاء سيناء. وبيّن المراسل أن "الربط الذي قام به النظام المصري بين الإخوان المسلمين وحماس وحزب الله والمليشيات الجهادية في سيناء خلق الانطباع بأن النظام يبحث عن أسباب سياسية لتبرير حربه ضد الإخوان، لكن ليست لديه براهين حقيقية حول الصلة العسكرية بين الإخوان المسلمين وباقي التنظيمات". يؤكد المراسل أنه بالنسبة لمصر فإن حماس لا تعتبر مشكلة، بل المشكلة هي التنظيمات التي تعمل في سيناء وعلى رأسها تنظيم الدولة. وبعد إشارته لمظاهر الانفتاح بعلاقة مصر بحماس بعد تنصيب الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، يجزم الكاتب بأن شعار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يقول "حماس هي داعش وداعش هي حماس" تبخر، مضيفا أنه إذا سارع المصريون في المرات السابقة في اتهام حماس بالعمليات في سيناء، فقد امتنعوا هذه المرة. وتابع أنهبخلاف التقديرات الإسرائيلية، فإن الحكومة المصرية تريد الحفاظ على الصلة مع حماس، والتفريق بينها وبين داعش، وإجراء الحوار معها وكأنها ليست جزءا من الإخوان المسلمين. " أفرايم هراره في صحيفة إسرائيل اليوم: السيسي لم يحقق أي نجاح في إحداث التغيير الاجتماعي والاقتصادي الأمر الذي يعرضه ويعرض نظامه للخطر " نظام يتهاوى في الشأن المصري أيضا، وتحت عنوان "مصر: عامين على الانقلاب.. السيسي في حالة تهاو" يقول الكاتب أفرايم هراره في صحيفة إسرائيل اليوم -المحسوبة على مكتب رئيس الحكومة- إن السيسي لم يحقق أي نجاح في إحداث التغيير الاجتماعي والاقتصادي، الأمر الذي يعرضه ويعرض نظامه للخطر. وأضاف أن السيسي ركز حتى الآن جهوده ضد الإخوان المسلمين: 1400 قتلوا، 15 ألفا أصيبوا، نحو أربعين ألفا سجنوا، وقام بإعدام المئات منهم، وأغلق آلاف المساجد، ومنع الخطباء... إلخ. ولا يستبعد الكاتب حربا أهلية، يرى فيها أن فرص نجاح السيسي ليست كبيرة، مؤكدا أن الجمهور المصري على عكس الصورة التي تظهرها وسائل الإعلام، مستشهدا بنتيجة الانتخابات قبل عامين. غزو استيطاني في شأن مختلف، أبرزت صحيفة هآرتس كيفية تحويل أراضي الفلسطينيين بجوار المستوطنات إلى مناطق أمنية يتم بموجبها الاستيلاء على الأراضي في محيط هذه المستوطنات وغزوها من قبل المستوطنين. وحسب الصحيفة فإن معظم المستوطنات التي استولت على أراض خاصة للفلسطينيين بمحيطها لغرض إقامة مناطق فصل أمنية تقوم بغزو هذه الأراضي، لأهداف السكن والزراعة. وذكرت أنه يمكن -نظريا- لأصحاب الأراضي أن يطلبوا الدخول إلى المستوطنة لغرض فلاحة حقولهم، ولكن منح مثل هذا التصريح يحتاج إلى إجراءات ووقت طويل، وقلة يسمح لهم بالدخول. وتؤكد هآرتس أنه جرى في معظم المستوطنات غزو هذه المناطق، التي باتت تستخدم عمليا كاحتياطات أراض للمستوطنات أو كأراض زراعية، وقالت إن ذلك ينطبق علىتسعة من أصل 12 مستوطنة توجد فيها مناطق فصل أمنية رسمية.