×
محافظة المنطقة الشرقية

الأشعة التداخلية والتصوير النووي ينقذان حياة مريض لدى «د.سليمان الحبيب» بالتخصصي

صورة الخبر

أظن أن كل الناس يحبون الطبيعة، حتى الذين يرون جمالاً في صور المدينة الحديثة بشوارعها ومبانيها ومُشاتِها لن يقاوموا افتتان أعينهم بروضة مزدهرة، أو تعلق أسماعهم بخرير نهرٍ جارٍ وغِناء العصافير الاستوائية فوقه، ولن يستطيعوا إيقاف أيديهم أن تمتد لتلمس شجرة باسقة، أو أنوفهم أن تشمّ أريج زهرة متفتحة.. والكثير تتبادر لأذهانهم الجزر الاستوائية التي تحوي من صور الطبيعة ما يسحر، مثل جزيرة ساندي.ساندي جزيرة جميلة. مساحة الجزيرة 116 كم مربع، وليست جميلة فقط، بل هي خلابة؛ فهي تقع في بحر كورال المتفرّع من المحيط الهادئ الذي يحوي بعض أجمل الجُزُر في العالم، ومكان ساندي بين أستراليا ونيو كاليدونيا، وكلتاهما جزيرة ذات جمالٍ بالغ وطبيعة فاتنة، ولا تقلُّ عنهما ساندي جمالاً.هناك في جُزُر المحيط الهادئ يجد المرء الجو الاستوائي العليل والخُضرة الساحرة والحيوانات المُبهِرة والطيور البديعة والمياه الصافية والسماء الزرقاء التي لا أول لها ولا آخر.جزيرة ساندي ظلت مئات السنوات جزءاً من الخرائط، فالمستكشف البريطاني جيمس كوك مرَّ قريباً من جزيرة ساندي عام 1772م لما كان يطوف العالم، والمستكشف الفرنسي جوزيف ديبروني قد يكون أول من اكتشف هذه الجزيرة عام 1792م، وحدّد بعضُ البحّارة البريطانيين موقعها عام 1876م لما أبحروا حول تلك المناطق، رغم أنهم لم يروها فعلياً، ولكن بالتقريب.أما في القرن الميلادي الماضي فمن أوائل من ذكروها بحَّارة في خريطة رُسِمَت عام 1908م.ذات يوم كان هناك مجموعة من هواة اللاسلكي، أرادوا بث إشارة، وهذه الجمعية عبارة عن تجمُّع لأناس تجمعهم هواية أو نشاط معين، وهؤلاء يحبون التعامل مع أجهزة اللاسلكي لبث الرسائل لبعضهم على وجه المتعة والاستكشاف. وفي عام 2000م اتّفق بعضهم ممن يسكنون أستراليا أن يرسلوا إشارة لاسلكي إلى أبعد مكان يقدرون عليه (وهذه من ألعابهم)، فاختاروا جزيرة اسمها تشسترفيلد، ولكن لما دققوا في الخرائط رأوا جزيرة ساندي، ورأوا أنها أبعد؛ فاختاروها. ولما وصل قاربهم هناك لم يجد شيئاً، وبعد البحث في المنطقة كلها أعلن الباحثون أن الجزيرة لم تَعُد موجودة.ماذا حصل لها يا ترى؟ هل التهمها المحيط؟ هل حصل لها شيء أزالها من الوجود؟ لا، التفسير بسيط: هذه الجزيرة لم توجد أصلاً! إنها جزيرة نَبَعَت من الخيال! ورغم ذلك ظل البشر مئات السنين يصدقون أنها موجودة، ورسموها في خرائطهم، وحددوا موقعا تماماً، وحتى اليوم بعد ظهور الأقمار الصناعية والعِلم الحديث يمكن رؤية الجزيرة في إحدى خرائط غوغل وتُرى كنقطة صغيرة مقاربة لأستراليا! نعم، لقد ظننا أن هذا الجزيرة حقيقية، لكن اتضح أنها لا أصل لها ولا وجود، ومكثنا على هذا الظن الخاطئ مئات السنين.أمرٌ غريب! ولكن فعلياً يذهب الاستغراب إذا عرفنا قُصور العقل البشري وكثرة أخطائه، ومهما بلغ الإنسان من العلم والتقنية فمن السهل أن يجتمع البشر على خطأ علمي كما يظهر هنا، وجلَّ من لا يخطئ.