بنغازي (أ ب) أضحى مقر المحكمة القديمة في وسط بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية ومهد الثورة ضد معمر القذافي، أطلالاً، فيما تعتبر شهادة على الفوضى التي تجتاح الدولة الشمال أفريقية بعد أربعة أعوام على الحرب الأهلية التي أقصت الديكتاتور السابق. ولمبنى محكمة بنغازي رمزية كبيرة، إذ تجمهر أمامه أول حشد ينادي برحيل نظام القذافي الذي استمر 42 عاماً، وأمامه رفع المتظاهرون والمتمردون للمرة الأولى علم ليبيا ذي الألوان الثلاثة بدلاً من راية القذافي الخضراء. وتحول المبنى الآن إلى ركام وحطام، مثل بقية بنغازي، وكثير من المدن الليبية التي تجتاحها مئات الميلشيات المنحازة إما لبعضها أو بمفردها تقاتل القوات الحكومية في صراع على السلطة. وبالنسبة لبنغازي، كان العام الماضي هو الأسوأ، إذ اندلعت مواجهات شبه يومية بين ميلشيات تابعة إما لتنظيم «القاعدة» أو لـ «داعش» أو لمتمردين سابقين ضد القذافي، والقوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً والميلشيات الموالية لها. وتلك المدينة التي تشتهر بمزيجها الخاص من الطرز المعمارية الفريدة التي ورثها العرب والعثمانيون والإيطاليون، وتأخذ شكل هلال يحتضن البحر الأبيض المتوسط من جانب ويحتمي بجبل أخضر في الجانب الآخر، فقدت عبق الأزمنة الماضية. وتدمر كثير من ملامح بنغازي، بما في ذلك معظم المدينة القديمة، بواجهاتها الإيطالية وقناطرها المغاربية، وفُرّغت جامعتها بأرشيفاتها ومبانيها لتحتلها ميلشيات تضع قناصة على أسطحها وحولت حرمها الجامعي إلى منطقة حرب. ... المزيد